Tuesday, October 17, 2006

Sudanese Poetry


ولادة ثانية للشجرة

الله هنا في قلبي أشار الي الشجرة
- يا آدم لا
و حين الأفعي جاءت تسعي
أخترت حريتي
فكانت الأرض لها مرعي
أشتقتك قبل سكون الموت
و سفر العاصفة
قبل التكوين
-----
حوائي قبل ان يكون لنا طريق
أشتقتك كونا في أعماقي
هنا يحبل
و لا يقبل
ان يرديه وهم غريق
-----
في أعماقي كون وضاح
دفق اليم به يجتاح
مدي الأيام السبع
_________

المقاطع من قصيدة - ولادة ثانية للشجرة - واحدة من قصائد الشاعر التي نشرت في مجلة - الطليعة الادبية - في بغداد 1979
و هي تغني لشجرة الخليقة في إطار تجربة العشق الذاتية للشاعر و رؤيته و أفكاره الفلسفية حول العلاقة بالمرأة
_________
Second Birth of the Tree, is a verse about the creation of the universe. It's united in its sonnets to describe the philosophy of this creation. It takes to some levels of invention the personal experiences of the poet while he was in love enjoying his own Sufism and comparing the ecstasy of love to that of human nature and the nature.

Thursday, September 28, 2006

Political Animation

The dialogue between the pen and the gun began the day Kennedy was shot. The full story tells about how that dialogue has created a talent. It lays upon a touch at the headline.

Tuesday, September 26, 2006

عصا

من منكم يعيرني عصا
أهش بها علي الغنم
فلقد كسرت فمي
_______
1979 بغداد
_______
This is a critical metaphoric phrase in this verse. It aims strong at the result of confiscating democracy and publishing the one ruling party's press. It was at that time when the dictatorial agenda says to journalists "if you sing well for the ruling party and the only one leader, you'll be entitled to lead your media and have the luxurious life you dream of"!

Wednesday, July 05, 2006

كلام الثورة العاقلة


نواصل اعادة نشر هذه المقاطع الثورية التي كانت تنظر للثورة في صحيفة "فجر الثورة" رغم انها اصبحت بعيدة المنال، الا ان نشرها يتم لرصد التاريخ فقط و للقول بأننا ما نزال في انتظار ثورة بكر بهذا المفهوم

لا وصاية و حجر علي اجتهادات احد، لا طموحات فردية ذاتية، غير الطموحات الوطنية، القائمة علي الأساس النظري و العملي لفلسفة التحالف. و لا رتب عسكرية في التحالف، و بالتالي فان وحدة العمل الجماعي تقوم علي قاعدة المشاركة الشاملة، و روح الابتكار، و تأسيس الأرضية الملائمة لإنجاز مشروع الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة

مثل هذه الأسس تقود مشروعنا الثوري بخطي ثابتة، لتجاوز الإدارة التقليدية للتنظيمات السياسية الأخري، و ترفده بدم جديد يجري في دم الأعضاء، ليس هذا فحسب، بل ان مثل هذه الأسس، التي تطيع مسؤولية كل فرد في التحالف، تقوم اساسا علي الثقة المتوفرة في كوادرنا المقاتلة، و هي ثقة دات طرفين، ثقة متبادلة بين هذه الكوادر، و ثقة فردية متوفرة لدي الكادر الواحد في قدراته الشخصية

و هذه الثقة التي تتمتع بها كوادرنا، بمثل هذه المواصفات، لا يتأتي لها ان تنضج علي هذا النحو، لولا ايمان هذه الكوادر بعقلانية ثورتنا. لهذا فان كلام الثورة العاقلة، الذي يواصل نضوجه الهادئ داخل قوات تحالفنا، لا يؤسس لنمط جديد في مسيرة الثورة السودانية فحسب، بل يحصن، و يمتن، و يعزز إنبلاجات هذه الثورة في سودان جديد، يتواصل فيه الخط الأصيل للثورة بلا إنقلابات، و إسقاطات جهوية او طبقية، او عرقية او فئوية
________________________________________

Tuesday, July 04, 2006

للسندباد و الطفل و الطلق


الليل يا وحيدتي قصيدة طويلة
تشجــها الخـناجـر
الليــل غـــــــادر
و انت تلحين فوق وقعك العجيب
كشهقتين للبيان للمرادف الكئيب
و صبوتين تمتحان من أسي مشبع و طيب
و الليل يا رفيقتي ممزق غريب

للأماسي يا وحيدتي صبوة و دار
كلما غشيها النهـــــار
مزقتها شهوة ... دمار
ثم يعلوها الغبــــــــار

سارقته ضوءه كي يكون
في مراثي الشجون
مركبا و سندباد
يطوف في البطون
يضرب في الآماد
يذري في العيون
كالرماد... كالرماد

_ و يعيد لنا خلقه –
كقصة عريقة الأنين
لأنه يا وحيدتي حزين

لأنني و البلاد صحو خاطري
مزقوا.. أحرقوا منابري
قالوا: قف
لكنما ثورة في محاجري
ترتجف

و انت تطلقين صيحة المعاد
الليل يا وحيدتي يقف
كطفلنا الممزق المهاد
كجرعة حقيرة سقوها سندباد
و السندباد لن يعود
من مجده العريق بالرماد
___________________
جسر الشهداء – بغداد – 1979م . و نشرت هذه القصيدة في اللواء البيروتية
___________________

Monday, July 03, 2006

Sudanese Public Life!



* وزير المالية يشارك اجتماعات وزراء المالية العرب بالكويت 8-4-1986م
* المانيا الاتحادية تقدم 9 مليون مارك لصناعة السكر في السودان 8-4-1986م
* عون مصري عسكري للسودان في ظروف حرجة 8-4-1986م
* احزاب الجنوب تطالب ببقاء التقسيم الحالي 28-4-1986م
* حوار مع غبوش 20-5-1986م
* حديث لرئيس الوزراء في جولته العسكرية 27-5-1986م
_______________________________________________

Sunday, July 02, 2006

Sudanese Political Interviews!


* اطراف الحوار السوداني تتفق علي المؤتمر 20-3-1986م
* دوائر سياسية في الخرطوم تؤكد: قرنق دخل دائرة الاستقطاب 20-3-1986م
* القوي السياسية توقع ميثاق الاقتصاد القومي 20-3-1986م
* اثيوبيا تبلغ السودان عدم رغبتها في اللقاء 25-3-1986م
* المجلس التنفيذي للجنوب يطالب بتأجيل الانتخابات في الجنوب 25-3-1986م
* محكمة الفلاشا تحكم علي نائب النميري بالمؤبد 8-4-1986م
_______________________________
Falasha, Felasha, ethiopian falasha...
These reports were about the emigration of Ethiopian Falasha to Israel through Sudan, the Sudanese political powers conference, the National Economy discussions, the elections in the southern Sudan, and the Sudanese-Ethiopian diplomatic relations in times of deterioration.

Saturday, July 01, 2006

Sudanese News and Reportages!


* مجلس الوزراء ينظر مصير الصحف القومية 11-3-1986م
* استكمال الحوار مع قرنق الاسبوع القادم 11-3-1986م
* الحكومة السودانية تعقد اجتماعين طارئين و الجيش ينسحب امام قوات قرنق 11-3-1986م
* المؤتمر الاقتصادي يستعرض وثيقة المؤتمرات القطاعية 11-3-1986م
* وزير المواصلات الي زمبابوي لحضور مؤتمر وزراء النقل الافارقة 11-3-1986م
* الانتخابات قائمة في جنوب السودان 20-3-1986م
_____________________

Wednesday, June 28, 2006

Sudanese Third Democracy!

هذه الحوارات و المقالات و الريبورتاجات نشرت في جريدة الوطن الكويتية حسب التواريخ أعلاه. أرجو من يستطيع ان يحصل علي نسخ منها ان يرسلها لي مشكورا. و سأقوم بمنحه عددا من الكتب القيمة التي يمكنه ان يحصل عليها عن طريق تحميلها من صفحة محمية خاصة بهذا الغرض. الاتصال بي عن طريق بريدي الإلكتروني يمكن ان يتم باستخدام التعليق علي هذا البوست مع كتابة ملاحظة تقول: بخصوص مقالاتك في الوطن و ترك العنوان الالكتروني اذا امكن. العنوان لن ينشر لأنني سأقوم بحذفه قبل ان ينشر علي الانترنت اذا اردت ذلك. يمكنك ان تزودني برغم هاتفك ايضا.

* بعد إعلان صندوق النقد وزير المالية يكشف خلل الهيكل الاقتصادي 18-2-1986م
* مناقشة التجمع الوطني للبيان المشترك بين وفده و حركة قرنق 4-3-1986م
* حوار مع علي محمود حسنين 4-3-1986م
* النقاط الخارجية في خطاب الصادق امام المؤتمر العام لحزب الأمة 4-3-1986م
* متابعة نقاش التجمع و اصداره بيانا حول الحوار 6-3-1986م
* مؤتمر الصادق بالفندق الكبير 6-3-1986م
* فشل محاولة انقلابية في الخرطوم 6-3-1986م
_________________________

Tuesday, June 27, 2006

Sudanese Events!


* المباحث المركزية تهاجم تجار الخرطوم نوفمبر 1986م
* فشل المباحثات بين السودان و صندوق النقد الدولي نوفمبر 1986م
* احداث مؤسفة في بورسودان نوفمبر 1986م
* الجزولي يعرب عن امله في رفع الطوارئ نوفمبر 1986م
* اخوان المشاكل يثيرون مشكلة جديدة في جامعة القاهرة الفرع نوفمبر 1986م
* اتحاد القاهرة الفرع يشتبك مع الطلبة 18-2-1986م
* الوطن تستعرض الأحداث الكاملة في جامعة القاهرة فرع الخرطوم 18-2-1986م


هذه الحوارات و المقالات و الريبورتاجات نشرت في جريدة الوطن الكويتية حسب التواريخ أعلاه. أرجو من يستطيع ان يحصل علي نسخ منها ان يرسلها لي مشكورا. و سأقوم بمنحه عددا من الكتب القيمة التي يمكنه ان يحصل عليها عن طريق تحميلها من صفحة محمية خاصة بهذا الغرض. الاتصال بي عن طريق بريدي الإلكتروني يمكن ان يتم باستخدام التعليق علي هذا البوست مع كتابة ملاحظة تقول: بخصوص مقالاتك في الوطن و ترك العنوان الالكتروني اذا امكن. العنوان لن ينشر لأنني سأقوم بحذفه قبل ان ينشر علي الانترنت اذا اردت ذلك. يمكنك ان تزودني برغم هاتفك ايضا.

Those Khalid Osman’s journalistic works in interviews, reportages, articles and reviews are published in Al-Watan newspaper and supplements.

Monday, June 26, 2006

Sudanese Writings!

تابع لما يليه و ما قبله: هذا البوست تابع للبوست أدناه و أعلاه و سيأتي في عدد من الحلقات. من يعلم انني قد أجد من يقوم بهذه المهمة المطلوبة و يحصل علي بعض الهدايا تقديرا لجهده في تجميع و ارسال هذه الوثائق

* أديب بلا أدب لا يجوز 14-2-1984م ص 27
* المثقفون و الأزمة ملحق 10-4-1984م ص 4
* أزمة الثقافة و المثقفين ملحق 6-12-1984م ص 3
* القاهرة تحتضن النميري 20-10-1985م ص 1
* حوار مع د. عزالدين علي عامر فبيل انتفاضة ابريل 1985م
* الشيوعيون السودانيون يطالبون بمؤتمر وطني 28-10-1985م ص 18
* أحد قادة الحركة الشعبية في السودان: خيار الحرب قائم 13-11-1985م ص 13
* قوات قرنق تمدد وقف إطلاق النار 22-11-1985م ص 9
* اتفقنا مع الصناديق العربية علي سحب القروض 2-11-1985م ، 1 و 20-11-1985م ص 9


هذه الحوارات و المقالات و الريبورتاجات نشرت في جريدة الوطن الكويتية حسب التواريخ أعلاه. أرجو من يستطيع ان يحصل علي نسخ منها ان يرسلها لي مشكورا. و سأقوم بمنحه عددا من الكتب القيمة التي يمكنه ان يحصل عليها عن طريق تحميلها من صفحة محمية خاصة بهذا الغرض. الاتصال بي عن طريق بريدي الإلكتروني يمكن ان يتم باستخدام التعليق علي هذا البوست مع كتابة ملاحظة تقول: بخصوص مقالاتك في الوطن و ترك العنوان الالكتروني اذا امكن. العنوان لن ينشر لأنني سأقوم بحذفه قبل ان ينشر علي الانترنت اذا اردت ذلك. يمكنك ان تزودني برغم هاتفك ايضا.
______
Those Khalid Osman's works in interviews, reportages, articles and reviews are published in Al-Watan newspaper and supplements. If you could send me some of them I'll reward you by some e-books to download from my links. Just comment on this post and provide me with your email address. Your email will not be published.

Sunday, June 25, 2006

Sudanese Art!

تابع لما يليه: هذا البوست تابع للبوست أدناه و سيأتي في عدد من الحلقات. من يعلم انني قد أجد من يقوم بهذه المهمة المطلوبة و يحصل علي بعض الهدايا تقديرا لجهده في تجميع و ارسال هذه الوثائق

* الفنانة التشكيلية سلمي ارسطو 7-2-1984م ص 27
* الفنان التشكيلي عصام برهومي 11-2-1984م ص 23
* الفنان التشكيلي المصري صلاح طاهر 13-2-1984م ص 27
* عن الدراما في الطقوس 26-2-1984م ص 23
* الفنان التشكيلي محمد الحديدي 16-4-1984م ص 23
* الفنان التشكيلي الكوري هان شونج يوب 18-4-1984م ص 27
* قطع أثرية لتوثيق عري الصداقة بين الماضي و الحاضر ملحق 29-5-1984م ص 8
* شاعر المنفي و الهواء الطلق مبارك حسن الخليفة ملحق في عددين اولهما صدر في 7-2-1985م ص 5
* اتفق الشاعر و جمهور الشعر علي خداع بعضهم بعضا ملحق 3-1-1984م ص 5
__________________________________
Fine Arts - Artist Salma Arusto. Fine Arts - Artist Isam Burhomi. Fine Arts - Egyptian Artist Salah Tahir. About Drama in Customs. Fine Arts - Artist Mohammed Hadeedi. Fine Arts - Korean Artist Han Shung Youp. Sudanese Art - Sudanese Poet Mubarak Hassan Khalifa. Poetry and poetry audience.

Saturday, June 24, 2006

My Interviews, Reportages, and Critiques!

These are some of Khalid Osman's work in Al-Watan – Kuwaiti newspaper. If you live in Kuwait and have access to Al-Watan newspaper, you can send me copies of these articles for archiving purposes. I'll reward you in return by 2-3 invaluable e-books you can download for 3 purposes:

1- … to read them for personal reasons to maintain more cultural backgrounds about their topics.
2- … to use them for your business and to develop an online business that will lead to some benefits.
3- … to use them to enhance and maintain any web business you acquire, or you’re doing right now.

* موت معلن لماركيز ملحق 14-6-1984م ص 2
* الحيوانات تساعد البشر ملحق 21-6-1984م ص 2
* حوار مع الشاعر و الناقد علي جعفر العلاق 1-2-1983م ص 23
* نماذج من السينما المعاصرة 23-1-1984م ص 23
* حوار مع الممثلة السوفياتية فيرا النتانوفا 3-2-1984م ص 23
* حوار مع المخرج السوفياتي اليكتا باكتوف نفس الاسبوع تقريبا
* موسكو لا تؤمن بالدموع نفس الاسبوع تقريبا

هذه الحوارات و المقالات و الريبورتاجات نشرت في جريدة الوطن الكويتية حسب التواريخ أعلاه. أرجو من يستطيع ان يحصل علي نسخ منها ان يرسلها لي مشكورا. و سأقوم بمنحه عددا من الكتب القيمة التي يمكنه ان يحصل عليها عن طريق تحميلها من صفحة محمية خاصة بهذا الغرض. الاتصال بي عن طريق بريدي الإلكتروني يمكن ان يتم باستخدام التعليق علي هذا البوست مع كتابة ملاحظة تقول: بخصوص مقالاتك في الوطن و ترك العنوان الالكتروني اذا امكن. العنوان لن ينشر لأنني سأقوم بحذفه قبل ان ينشر علي الانترنت اذا اردت ذلك. يمكنك ان تزودني برغم هاتفك ايضا
Those Khalid Osman’s journalistic works in interviews, reportages, articles and reviews are published in Al-Watan newspaper and supplements. Gabriel Garcia Marquez: "Chronicle of a Death Foretold" review and critique.

This is an interview with Iraqi critic and poet Ali Gaffer Alaq. This is an article about Samples of the New Cine. This is an Interview with Soviet Cinema Star Vira Alantanova. This is an Interview with Soviet Producer Electa Packtov. Modern Cinema Critique to “Moscow Does Not Believe in Tears”, a good Soviet film before the collapse.

Tuesday, June 20, 2006

بيانات شعبية


قراءة موجزة لأدبيات البيان الثوري للثورة الإرترية أيام التحرير 1975-1991

هذا البيان جزء من مصادر ووثائق تحليلية للثورة الإرترية من قلم لصيق جدا بالثورة، و ليس متأثرا بها لذلك الحد الذي يجنح للخيال لأنه قطعا يحتكم الي الواقع التحليلي كما هو دون تزييف. و هو واقع لم يفهمه الخارجون علي تلك الثورة لإنهم لم يتزودوا بيقينها اللازب. عذرا لهم

كانت لبيانات الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا دلالاتها علي سير الأحداث أيام حرب التحرير الإرترية، و هي دلالات عميقة كانت تؤثر و تستأثر بالإهتمام المحلي و الإقليمي و العالمي، و تستخلص أدبياتها من خلال الرصد الدقيق و الأمين للأحداث، بتحليلاتها السياسية المحكمة لغويا و منطقيا. فمنطق البيان و لغته يختلفان عن منطق و لغة الأدبيات الأخري في توجههما نحو الشعب. و هما لا ينبعان بعيدا عن(وجدانه) السياسي و العسكري

و كان غني منطق و لغة تلك البيانات لا حدود له، فهي قد اقتربت كثيرا من وجدان الجماهير و أشعلت ترقبها و حماسها و مشاركتها، لذلك فقد كان تأثرها المباشر عميقا

ملاحظة دقيقة لتلك البيانات تقول انها تتناول، ليس العمليات الميدانية فحسب، بل تنقسم الي بيانات سياسية و ثقافية و إقتصادية و إجتماعية و بيئية بالإضافة الي البيانات العسكرية

و كان لتلك البيانات مصادرها، بالإضافة الي الأحداث، فهناك المصدر البشري و الذي كان يتابع في داخل المدن الرصد الدقيق لمجريات الأمور، و ذلك من خلال شبكة مصادر داخلية تعد و تنسق تسريب المعلومة الخاصة

و من خلال تلك البيانات تحددت أدبيات الميدان و هي: 1- دقة المتابعة، و هذه تعني بكيفية سير العمليات، شرح الظروف و الملابسات، دقة الإحصاء للمكاسب و الخسائر. 2- المصداقية التي تؤمن الثقة. 3- الشفافية في التكهن و قراءة المستقبل وفق سير الاحداث: معارك الميدان، العمليات الفدائية داخل المدن، مستوي التوجيه السياسي في الداخل، الإستجابة التي تخلقها المصداقية و الشفافية محليا و إقليميا و عالميا و بالتالي الإنجذاب نحو تأييد الثورة او مساعدتها علي اساس انها قضية عادلة. 4- رصد التاريخ بكثير من الأمانة و الموضوعية خاصة في التحليل السياسي له

و من خلال البيانات، و بهذا المحتوي التفصيلي توجهت الثورة بأربع رسائل: 1- رسالة محلية للشعب في الداخل تجتذب إهتمامه و مشاركته من خلال: الوعي، اليقين بالعدالة و النصر، التعبئة، المشاركة في مد الثورة بالمعلومات، المشاركة الفدائية داخل المدن، الإنضمام الي الثورة، و نشر الوعي الداخلي بين الشعب. 2- رسالة محلية للمقاتل نفسه: إذ انه من خلال قراءة البيان او الاستماع اليه يلم بالتفاصيل الكاملة، يستعيد ثقته في قدراته و هو في مواقع مختلفة عندما تحدث خسائر مؤقتة في صفوفه او انسحابات، يمده البيان و يعزز حماسه و مشاركته في المواقع اللاحقة، و ينير وعيه العسكري من خلال التوصيف الدقيق للعمليات. 3- رسالة إقليمية. 4- رسالة عالمية. و تتوجه الرسالتان نحو إستقطاب التعاطف و الدعم المعنوي و السياسي و المادي

علي هذه الأسس يتحدد البيان كرسالة سياسية تمتلك رصيدها من المضامين، و كرسالة تاريخية باعتباره إحدي مصادر كتابة التاريخ الوطني، و كرسالة فنية تستلهم الموروث النضالي في الأغنية الوطنية المواكبة للمعركة الوطنية و المحفزة لها في آن
______________
جريدة النبض – اتحاد الشبيبة – بعد التحرير
_____________
Read about the last Ethio-eritrean conflict at
http://hroof-arabia.blogspot.com

Sunday, June 18, 2006

الشهداء و المعمعه

جاءت من آخر الدنيا
حمامه
ورقاء
تهتف
للقيامه
ضمت الشهداء
في صدري
فأفترشوا طريق
المعمعه
ما أروعه
مقطع من قصيدة كتبت في اوائل الثمانينات و كان يغنيها بعض الزملاء التقدميين في جريدة الوطن الكويتية إبان الديكتاتورية النانية للديكتاتور جعفر نميري و قبيل إنتفاضة ابريل التي أصبحت كذبة ابريل و الفضل يذكر لرئيس الحكومة النالنة
يمكن ملاحظة القصيدة مع قطع اخري علي الجدار خلف البانة الموجودة علي الموقع التالي خلف العنوان أعلاه إذا لم أكن قد نسيت ذلك
_____________________
Sudanese songs. Sudan political issues. Sudanese politics. Uprising in Sudan. Sudanese destination. Destination Sudan. April fool's. Sudanese poems. Revolutionary thinking. Democracy and Dictatorship in Sudan.

Friday, June 16, 2006

كلام الرصاصة المبصرة

8- حليمة و عادتها القديمة

في إحدي دول الخليج اعتاد بعض التقدميين العرب علي سؤالنا حول الكيفية التي تتحول بها الثورة الشعبية في السودان في كل مرة الي مصالح حزبية، او انقلابات عسكرية. خاصة و ان تلك الثورات تقوم دائما تحت شعارات تقدمية! و أمام السؤال الكبير لم يكن هناك، و في تلك الدولة الخليجية، ما يمنعنا من الإجابة الشافية علي سؤال بهذا الحجم، حتي ان بعضهم سارع الي نصحنا بعدم التسرع في العودة الي السودان، في اعقاب الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بالديكتاتور نميري، متعللا بان تلك الإنتفاضة ربما تتحول الي – انتفاخة -، او حتي ربما تكون إنتفاخة بحق، و كأنهم قد قرأوا المستقبل

و كانت العلاقة بين السؤال و النصح واضحة، الا ان بعضنا تعامل معها بروح سودانية لا مبالية، بل لا تفكر أصلا في ان يكون إبتلاع الإنتفاضة أشد قسوة من الإبتلاعات السابقة

و كانت مثل هذه الروح، هي التي جعلتنا نغض الطرف، عن العمل الكثيف الذي كانت تقوم به جبهة الدجال، علي أكثر من صعيد داخل و خارج معظم المؤسسات التي قامت في الديمقراطية الثالثة. ليس هذا فحسب بل تعمل داخل الوطن و خارجه، و تبني علاقاتها الايدولوجية مع رصفائها في الخارج، و تهيمن في الداخل علي منافذ الاقتصاد، و تجميع الكوادر و تهيئتها و تسليحها

و كنا نظن ان الديمقراطية تلك المرة سوف تسترشد بما مضي، و ان مؤسساتها يمكن ان تحبط اي عمل تآمري، حتي كان الإنقلاب الصوري، الذي سبق إنقلاب الجبهة الترابية

عندها أفقنا من ذهولنا، و لكن كان الوقت قد تأخر، و كانت المؤسسات المعنية تصر علي النوم بعين واحدة، ربما ليعود فيتم من جديد ما كان قد تم بالأمس، علي طريقة حليمة السودانية التقليدية، و كأن المصالح واحدة!......وا.....ديمقراطيتاه_________________________________________________

Thursday, June 15, 2006

أدبيات النكتة السياسية

حقا ان هذه النكتة السياسية التي شقت طريقها الآن بفعل المأساة / الملهاة، مفعمة بسخريتها اللاذعة و منبثقة عنها في ذات الوقت، تؤدي عددا من الوظائف الإبداعية التي لا تفوت علي العقل الطموح. و هي تنتقي ألفاظها من لسان الشارع السوداني، الذي تغلبت عليه الحكمة، حتي تصوف (بتشديد الواو) في دارها متقيا شر الثعالب التي خرجت في ثياب الواعظين لتعلن له و هو المسلم في معظمه، عن إسلام لم يسمع به و لم يألفه. فعرف ان الحكمة التي تغلبت عليه، تدله علي طريق الله، و خلص الي ان هذه الحكمة نفسها، و من خلال طريق الوطن، تنير له وسائل الخلاص بالقلب و اللسان و الساعد. فخرج من داره متدثرا بكفنه، حاملا سلاحه علي كتفه، و متلمظا بياناته و قراراته و نكاته بلسانه

و نتيجة لكل هذه الفعاليات التي تعلمها له الأيام - التي عاش سوادها و بياضها - أدرك ان الحكمة التي تنصب أيضا في نكتة، و هي تخرج من لسانه عفوية، مختضة بالمأساة / الملهاة التي يعيشها في تفاصيل حياته اليومية، فيسخر بها و بصانعيها معا، أدرك انها تفتح له طريق المستقبل القادم من ثنايا الأيام المظلمة

5

حان موعد ولادة إمرأة فلم يخرج الطفل. جاء الشهر العاشر فأبي ان يخرج. هنا قام الدكتور بإجراء عملية قيصرية لإخراج الجنين فوجده -مفتح عويناتو- فسأله الطبيب: " مالك ما عايز تطلع براك؟ " فرد عليه الطفل و هو يبحلق- عبر فتحة العملية الجراحية (متاوقا) ذات اليمين و ذات اليسار: " أسمع، ناس الترابي ديل في و الا طاروا؟

________________________________
Creative jokes and humor. Political jokes. Sudanese political jokes. Jokes in Sudan. Tragicomedy - Comitragedy. Sufi - Sufism an Wisdom.

Wednesday, June 14, 2006

أدبيات النكتة السياسية

هل ترعرعت في هذا الزمان العجيب الغريب نبتا عشوائيا؟ و لماذا لم تثمر في كل الحقب التي مر بها السودان سوي الآن؟

لقد عرفت كل الشعوب بصفات لها وحدها، متنوعة لا تتكرر. فالشعب المصري مثلا كان و ما يزال سيد النكتة. اما الشعب السوداني فلم تعرف له هذه الصفة في يوم من الأيام، حتي جاءت هذه الأيام الكالحة بعصابة الدجال الترابية، فأصبحت المأساة ماثلة في كل بيت، تلهج الألسنة بذكرها، و تعدد آثارها. لذا ولدت هذه الظروف النكتة السودانية. و كانت هذه النكتة بحق، توأم الفجيعة، رغم انها استمدت ، كما قلنا في زاويتها الأولي هنا، من المأساة ملهاتها. و لكنها ذلك النوع من الملهاة العجائبية، التي تعد الأعجوبة الثامنة من عجائب الدنيا السبع. فقد شردت هذه المأساة الشعب السوداني فتشتت حتي وصل كل فج عميق، يمتد من أقصي جزر المحيط الهندي الي أقصي جزر الباسيفيكي و ما ورائه. و المصيبة ان المأساة نفسها تكمن في هذا التشرد. و بهذا تساوت الأسباب و النتائج

عجبي من مأساة يتقصد ان تتساوي أسبابها و نتائجها حتي تنعم بخيرها عصابة الدجال. و عجبي من مأساة تصبح خيرا للآخرين. و عجبي بعد هذا من آخرين يتلهفون (للهف) عائدات المأساة التي ارتكبوها في حق شعبنا... عجبي

2

دعي ثلاثة رؤساء من بينهم البشير للإشتراك في مسابقة للرماية علي حمام طائر. الرئيس الأول أسقط ثلاث حمامات. و أسقط الثاني حمامتين. و عندما جاء دور البشير و أطلق الرصاص علي الحمام الطائر لم يصب اي حمامة من الحمام الذي استمر طائرا فتصايح – الجبهجية - و هم يهتفون: " الله أكبر... ميتة و طائرة
___________________________
More Sudanese jokes. Political jokes. Sudanese NIF. National Islamic Front in Sudan. Trabi. Terrorism in Sudan. False Islamic propagandas. Dictatorship and false Islam.

Tuesday, June 13, 2006

كلام الرصاصة المبصرة


5
قنبور جهينة

صار لدينا أكثر من جهينة، و كلهم يدعي ان لديه الخبر اليقين. لكن جديد (الجهينيين) الجدد هؤلاء، انه صار لديهم أكثر من موظف صحفي في وسائل الإعلام العديدة في مناطق مختلفة من العالم، يأتمرون بأمرهم و يقبضون ما تجود به أيديهم، ليضيفونه الي مرتباتهم التي يتقاضونها من أجهزة الاعلام التي يعملون بها

و لما كان الخبر وافرا لدي هؤلاء (الجهينيين) الجدد، فقد وظفوه ليقضوا علي ما تبقي للإعلام من مصداقية و شفافية. لذلك فقد تحول هؤلاء الصحفيين الذين يستخدمونهم الي مجرد (كسبة) لا يتحققون من المعلومة او الحدث، و لا يهمهم ذلك، بقدر ما يهمهم هذا الخبر الذي يدخل جيوبهم

و بهذا أيضا، تتحول المهنة من مهنة رسالية، الي أداة رديئة السمعة، لا تقدم سوي منافع و طموحات اولئك (الجهينيين) الشخصية، و كأن القارئ لا يميز، او انه قد صار مغفلا كبيرا، علي رأسه (قنبور) كبير...

و قطعا هؤلاء و اولئك لا يدركون ان قارئ هذا الزمان، قد تعلم من الأيام ما لم يتعلمه من المدارس، طالما مرت بحياته كل التحولات الخطيرة، فظل يوقن يوما بعد يوم، بأن الأيام دول، يذهب زبدها جفاء، و يبقي منها في الأرض ما ينفع الناس

و... قطعا ما ينفع الناس، او ينفع حتي جماهيرهم، ليس هو ما ينفع اولئك (الجهينيين) الجدد، او أسيادهم، و إن تعللوا

__________________
Sudanese writings. Sudanese political analyses. Journalists and dictators. Writing political critique.

كلام الرصاصة المبصرة

المستقـبـل لــن يـلــــدغ مــــــرة أخـــــري

في 25 مايو الماضي مرت ذكري إنقلاب مايو 25/1969م المشؤوم، و الذي أدي ضمن الظلم و الإجحاف و القتل الجماعي، الي التشريد الجماعي لأبناء شعبنا، حتي وصلوا الي أقاصي الأرض، بحثا عن الأمان و لقمة العيش، في أمكنة نظيفة، حسنة الأضاءة، عندما أظلمت أمامهم بلادهم و اتسخت

لذلك نقول ان عهد السفاح نميري يصبح أول عهد يمكن ان نؤرخ به للمنفي، حيث لم يسبقه الي ذلك نظام عبود الديكتاتوري قبله

هذا شئ، و الشئ الآخر هو انه، و إن كانت الأنظمة العسكرية تتشابه كثيرا، و تتحد في سياسات القمع و الإرهاب و التشريد، إلا ان النظام الإرهابي الشمولي الراهن، قد فاقها في هذه السياسات، حتي تخلو له و لمجايليه البلاد

و هنا وصل تعداد السودانيين في المنفي الي أكثر من 5 مليون سوداني. و لما كانت هذه الأنظمة الديكتاتورية الثلاثة تواصل إنحطاط الدولة و الحكم بعناد، فان جماهير شعبنا اصبحت تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضي، ضرورة التخلص من الديكتاتورية العسكرية الي الأبد

و لما كانت الأنظمة الديمقراطية الثلاثة، التي تخللت تلك الديكتاتوريات قد فشلت في رفع هذا الإنحطاط، كما فشلت في حلحلة مشاكل السودان، و جمدتها عند حد الديكتاتوريات السابقة، فان جماهير شعبنا تصبح اليوم أكثر من أي وقت مضي، مدركة لحيوية دورها التاريخي في تحديد من يصلح للنهوض بالحكم و الدولة من إنحطاطهما، و من يصلح لكي يعيد كل هذه الملايين المشردة في المنافي، لتشارك في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة

و ذلك هو ما سيحدده حديث التاريخ المقبل. و هو تاريخ لن نشك أبدا في نصاعته، طالما كنا نؤمن بالمستقبل، و ضمير الأجيال الناصع، و هذه التحولات التي أدت الي ان تصبح لغة الكلام، حرفا و كلمة و جملة، رصاصة مبصرة، تسهم في الوعي الحاسم، و تدرك هدفها قبل ان........ يفيق

فجر الثورة – العدد العاشر – السنة الثانية – 25 يونيو 1997م

* هذه المقالة القصيرة كانت ضمن المقالات الأخري أدناه تمثل واحدة من اربع مقالات كنت أكتبها في كل عدد متوهج من " فجر الثورة " قبل ان يتحول هذا التنظيم بدوره الي كرتون هو الآخر. و للتاريخ فان هذه المقالات الاربع في كل عدد و هي: افتتاحية الفجر/الثورة و كلام الثورة العاقلة، و أدبيات النكتة السياسية، و كلام الرصاصة المبصرة، كانت تأتي في سلسلة من الفهم النظري و العملي التنظيمي لرفع ثقافة الثورة و هي ثقافة تعلمتها من قراءاتي المبكرة في الستينات و السبعينات و مترستها بثقافة الثورة الإرترية. و لم أكن بطبيعة الحال لينين آخر مع احترامي الشديد لهذا النابغة الذي قلما انجب تاريخ الانسانية مثله، و لكنني كنت ببساطة شديدة و ما ازال ضد هؤلاء السلاحف و الديناصورات في الديكتاتوريات المتعسفة و الديمقراطيات الزائفة التي شبعت من كل ارثنا السوداني الأصيل في البراءة و النبل
_____________________________________

Monday, June 12, 2006

أدبيات النكتة السياسية

...
و لما لم يكن هذا الإنحطاط وليد ليلة و ضحاها، بل خطط له طيلة الحقب الديمقراطية و العسكرية، التي عملت فيها الجبهة الترابية علي تغذية جسدها – حتي الذنب -، حتي وصلت الي درجة التخمة الآن، فان شعبنا تشبع بالجوع و الفقر و المرض، مثلما تشبع بمراقبته لنمو الجسد الترابي. و عندما يلجأ شعبنا من خلال هذه التجربة الي المقارنة بينه و بين الترابيين، فانه يتشبع في رصده لهذه المأساة / الملهاة بأعظم معرفة و تجربة انسانية، تمده بالكثير من الأشياء، حتي النكتة السياسية. لذلك فقد صار يحذقها، يطلقها كيفما اتفق، أينما اتفق، حتي وصلت هذه النكتة في خطابها السياسي، حد الفجيعة الذي قلنا عنه

فهذه الفجيعة جعلت الشعوب هنا و هناك ترثي لحالنا، و كأننا في وجودنا الراهن، قد استحلنا واحدة من هذه الحضارات، التي سادت ثم بادت

-4-

ذهب ثعلب و كلب الي البشير ليطلبا منه تأشيرة خروج تمكنهما من العمل في الخارج بعد ان ضاقت الأحوال. و في الطريق صادفا حمارا فقالا له " يللا معانا ". و في القصر الجمهوري سألهم البشير " عايزين شنو ؟" فقال له الكلب " ما لاقين شغل هنا غير النباحة، أدونا تأشيرة نطلع من البلد دي ". و قال له الثعلب: " شيخ الثعالب ما خلي لينا شغل عشان كدا عايز أهاجر أشتغل ". و إلتفت البشير الي الحمار و سأله: " و انت كمان عايز شنو؟" فأجابه الحمار: " أنا زي زيك جيت معاهم و ما عارف أي حاجة

هذا عمود صحفي متسلسل يعتبر أول عمود صحفي من نوعه للنكتة السياسية منذ زمن طويل ينشر في فجر الثورة. ابحث الآن عن بقية الأعمدة التي أبدعتها في هذا الاطار لنشرها

فجر الثورة – العدد العاشر – السنة الثانية – 25 يونيو 1997م
________________________________

Sunday, June 11, 2006

كلام الثورة العاقلة

...
و تنطلق الثورة بالمستقبل من تراكمات الإنحطاط في الماضي و الحاضر. لهذا تظل ثورة لا تنطفئ جذوتها، بل تظل متقدة، تقود الأجيال و تخرج بها من عهود الإضطهاد و التيه، الي مستقبل ناصع، يتحدد فيه التواصل المتبادل بين هذه الأجيال و الثورة

لهذا فان الثورة في شمول مفهومها السياسي و الإجتماعي تظل المصدر الوحيد للتقدم. من هنا فان مفهوم (الثورة المضادة) هو مفهوم رجعي ارتدادي لا معني له سوي السفسطة الكلامية، طالما قلنا ان الثورة هي المصدر الوحيد للتقدم، بمفاهيمها السياسية و الإجتماعية، و لا تحمل طابع الضد في ذاتها او الارتداد. و ليس يالضرورة ان نطلق علي كل من يناهض مشروع الثورة انه ثورة مضادة، و إن خرج المناهضون من هذه الثورة نفسها

بل يمكن قياس ذلك بالنظر الي خط الثورة الأم و حفاظها علي مشروع الثورة و تطويره، و النظر الي أهداف و منهج الخارجين عن هذه الثورة. فإذا ثبت المشروع عند أحد الطرفين، و طابقت نظريته التجربة العملية، قلنا ان مشروع الثورة الاساسي يتقادم، اما المتساقطين فلا يمكن ان نطلق عليهم (ثورة مضادة) بل يمكن ان يكونوا اي شئ مضاد آخر غير ثورة، لأن الثورة لا تضاد مشروعها

و إن ظهر لنا آخرون خارج هذه الثورة و عملوا علي مواجهتها، فان تصنيفهم بـ - ثورة مضادة – يظلم الثورة و يسلبها مفاهيمها السياسية و الإجتماعية. و علي مستوي اللغة فان هذا التصنيف المصطلح لغويا بـ - الثورة المضادة – يتضاد مع ما يحمله من معان نضالية، فالثورة لا تحمل في ذاتها و في بنيتها مشروعا مضادا عندما تتكون. و عندما يظهر مثل هذا المشروع المضاد، فليس بالضرورة ان ننسبه للثورة او نضيفه اليها. و بالتالي فان المعني اللغوي لهذا المصطلح، يخرج عن مفاهيم الثورة، و يقترب من مفاهيم أخري، لا تنتمي للثورة بصلة، لأن الثورة في فهمنا اللغوي السياسي تكون دائما ثورة عاقلة

فجر الثورة – العدد العاشر – السنة الثانية – 25 يونيو 1997م
_________________________________

Saturday, June 10, 2006

الفجر - الثورة


أبدت كوادرنا المقاتلة حتي الآن مهارات فائقة في العمليات التي قادتها ضد النظام الإرهابي الشمولي، و التي أثمرت هذه الانتصارات هنا و هناك، بطول الخطوط القتالية من شمالي النيل الازرق و حتي الجبهة الشمالية الشرقية

و لم تأت هذه المهارات بطبيعة الحال من فراغ، فهي قد جاءت نتاجا لتدريبات مكثفة متصلة، اندفعت إليها هذه الكوادر المقاتلة، مزودة بالإيمان بالوطن، و بالإرادة الوطنية الصلبة، و الرغبة في حياة كريمة، في ظل الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة، كمشروع طموح للمستقبل الزاهر، لا يتحقق فقط بسقوط هذا النظام الإرهابي الشمولي وحده

حقا، بل هناك موجهات اساسية ضرورية للإستمرار في بناء و تمتين هذا المشروع، و تعزيزه بالوعي السياسي، الذي يتوافر لدينا يوما بعد يوم، بمطالعاتنا في شؤوننا المحلية الوطنية الخاصة، و الشؤون الاقليمية و العالمية، و متطلبات الامن و الإستقرار و السلام العالميين، كمؤشرات تسود لغة النظام العالمي الجديد

و نحن هنا، في قلب هذه الحركة تماما باتجاه انجاز السودان الجديد، و مشاركته الإيجابية الفاعلة، علي الصعيدين الإقليمي و العالمي، نعي علي مستوي كوادرنا المقاتلة، ان ثمن المشروع الجديد هو المزيد من المهارات، التي نبذل في سبيل إنجازها المزيد من العرق و الدماء، و كلها ثمن أيضا لتحقيق الإرادة الحرة، لهذه المليون مربع، التي يتمدد عليها في انبساطه المتنوع، وطننا الأبي
فجر الثورة – العدد العاشر – السنة الثانية – 25 يونيو 1997م
________________________________

Friday, June 09, 2006

فجر الثورة


هذا أيضا طعم آخر للأسف و الحزن لابد من اعادة قراءاته إذا علقت بالذهن المقالة القصيرة جدا التي توجد علي هذا الموقع
http://www.hoa-politicalscene.com/hoa-political-scene-blog.html

أقول ذلك لأن الواقع الآن يفرز وقائع مرة "بضم الميم" تتجاوز كل التوقعات المعقولة. كان هناك ما يدعي بالتحالف الوطني الديمقراطي و كانت هناك صحيفة تدعي "فجر الثورة" كنت مبدعها و رئيس تحريرها و كاتبها و طابعها و ممولها الوحيد بغض النظر عما سيدعيه الآخرون. و كانت هناك عدد من الأعمدة الصحفية الحيوية التي تتناول موضوعة السودان الجديد الذي أصبح سرابا الآن. و هنا في هذا الموقع سأعيد تلك الكتابات الصحفية الميدعة النبيلة

Wednesday, June 07, 2006

ثقافة وجدان و ذاكرة

* في الصف الرابع الابتدائي، و كنا بين العاشرة و الحادية عشر من العمر، اعتاد استاذ اللغة العربية في حصص الإنشاء و المكتبة، ان يتحفنا بقراءات من الأدب العالمي. في ذلك الوقت المبكر تعرفنا علي اوسكار وايلد. و كانت صورة "دوريان جراي" ترسم امامنا آفاقا في العرض او السرد الروائي، بطريق تلجم ألسنتنا و احبس أنفاسنا فترات و فترات. و كانت تداعيات الأحداث و سردها يتبعنا حتي منازلنا، فنستعيد لذة المتابعة في الطريق او في الليالي القمرية، و نحن ننهي او نستريح بين ألعاب "شليل" و "الفات الفات" و "يا كديسة سكي الفار" و هكذا.

* و في تلك السنة، و الفضل لاستاذ اللغة العربية هذا، و حيث لم تكن مثل هذه الروايات ضمن المنهج التربوي، في تلك السن تشبعت الذاكرة بحلاوة السرد، و تذاعيات الأحداث، و جماليات لغة الترجمة، و جماليات الصور، و سلاسة الوصف.

* و لم يغب عن بالنا لا البير كامو و لا جوته، لا المنفلوطي و لا سارتر. و كنا نعجب لهذا الشاب الوسيم الذي اتسمت اعماله بالقبح حتي ظهرت صورته علي المرآة قبيحة امامه، فخاف علي صورته و أراد تحطيم هذا القبح فقضي علي نفسه.

* و كنا نعجب لتلك الصخرة التي – و كنا وقتها معجبين أيضا بأفلام هرقل التي تعرض في السينما – تمثل أسطورة الصعود
لوضعها في قمة الجبل، فتنزلق الي القاع، فيعود البطل ليحملها مجددا الي القمة و هكذا.

* و كنا نعجب لتلك " الفضيلة" التي كانت تجعل دموعنا تسيل مدرارا في حضرة استاذ اللغة العربية، و الذي كان ينبهر في قراءته حتي لنكاد نري دموعه تقفز بغتة.

* و هكذا علقت بأذهاننا تداعيات و صور و سلاسة و بناء نفسي للشخصيات، حتي بدأ اكثرنا يجرب الكتابة علي هذا النحو، و يستزيد من القراءات الخاصة و ينوعها بالروايات العالمية و سلسلة أولادنا و ارسين لوبين و شرلوك هولمز، حتي استقام لنا بناء معرفي و لغوي زادته الأيام لأكثرنا منعة منذ ذلك الوقت، مما جعلنا نتنافس في القراءة و الكتابة و النقاش، حتي وجدنا بعد قليل ألقابا يطلقها علينا أستاذ اللغة العربية، فهذا هتلر و ذاك السفسطائي و آخر برنارد أو جورج و هكذا.

* و بعد سنة تماما، كان بيننا من يكتب أفضل قصة قصيرة، من مجموعة أندادنا في ذلك العمر. و كان بيننا من تم ترشيحه من جانب أستاذ اللغة العربية ذاك ليكون كاتبا موسوما بحلاوة اللغة، و توالد الأفكار و تداعيها، في اطار منطق الترابط العضوي بين سلاسة الفكرة و سلاسة لغتها، و لم يخب ترشيح أو ظن الأستاذ.

* لبناء لغة و ثقافة نموذجية، يكون مفيدا، إتخاذ هذا المنهج – القراءة و الاستماع و المكتبة – مبكرا في مراحل الدراسة الأولي هنا، رغم انه في ذلك الزمن القديم، و هناك عبر الحدود، لم يكن ذلك ضمن المنهج، انما كان إجتهادا فرديا من أستاذ لغة عربية، بني به مستقبلا أدبيا جيدا. و هنا يمكن الاستفادة من هذه التجربة في المراحل الأولي من المدرسة، لبناء وجدان و ذاكرة بثقافة وطنية و ثقافة عالمية تختار من عيون الأدب العالمي، و تبني لنا شخصية سوية غير معرضة للإنفصام، و تبقي متينة علي مر الأجيال.

هذا المقال من عمود صحفي ثابت كان يكتبه خالد عثمان في جريدة "النبض" الناطقة بإسم اتحاد الشباب و الطلاب الارتري في اوائل التسعينات.
________________________

Oscar Wilde: Dorian Gray
Jean-Paul Sartre: Le Mur / Intimacy, the Prisoners of Altona
Simone de Beauvoir :
Albert Camus – Caligula – L Étranger / the Stranger –
Johann Wolfgang von Goethe - Faust

Sunday, May 28, 2006

Gavin Jantjes!


إيقاع العنف في مدينة عنصرية

ولد قافن جانتيس في مدينة الكاب في 1948م و نشأ وسط عائلة تكره النزق العنصري الابيض الذي غرسه البيض في الأرض البكر. ترعرع جانتيس في جو ملئ بالحركة و العنف وسط ضربات المعاول الأولي في الأرض البكر لرجال سود يشقون للشمس مجري في الأرض تجري فيه المياه و ينهض فيه القوت...

درس جانتيس الفنون التشكيلية و كون علاقته الخاصة مع الجرافيك في مدرسة مايكل للفنون الجميلة، جامعة الكاب و ظهرت لوحاته في مرحلته الدراسية تلك ووجدت إقبالا فهو يرسم التعب العصري و الإرهاق العنصري الذي جسده الصلف الابيض في جنوب افريقيا

عرضت اعماله في جنوب افريقيا و اوروبا ووجدت إقبالا. بمعانيه و خطوطه القريبة من ألوان الطبيعة و أسلوبه المجازي قدم جانتيس صورتين من صور نضال الشعب الجنوبي، إحداهما تتعلق بالبناء و التشييد و الاخري تختص بالنضال من اجل الحرية

و يشع العنف في تلك اللوحات من شخصياته التي يجسدها. و يقول جانتيس نفسه عن ذلك: انني لست شخصا عنيفا، لكن حالة المحيط و المجتمع الذي استقي منه موضوعاتي ينبثق منه العنف في جميع اشكاله السياسية و البوليسية

في المرحلة -التأملية- برزت التحديات و المجابهات بين العمال و المفكرين السود من ناحية و البيض الأقلية الذين وضعوا اسس تلك المرحلة العنصرية في جنوب افريقيا. و كل من الفيئتين أعيد تقديمه و تقييمه بوضعية اعماله المميزة و حياته. لقد صنف جانتيس المجموعات الفنية كل حسب شخصياتها المنفصلة و عبر عن ذلك بقوله: بالنظرة العميقة في المطروح نستطيع ان نلمح ان تغيير العنصرية السياسية سيأتي فقط من خلال جذور العنف. وأضاف: تأريخيا نعلم ان الرأسمالية هي العنف. عنف بلا احترام للإنسانية... و جنوب افريقيا امتداد لذلك البناء حيث لا توجد صيغة سليمة يمكن ان تبشر بتغيير حقيقي للبناء السياسي

و بذلك يقدم قافن جانتيس من خلال رسوماته و نقده اطروحة جديدة للفن الافريقي الجنوبي
___________________

الخميس 29 ابريل 1982م – صفحة فنون – جريدة الهدف الكويتية –
Thursday, 29 April 1982. Al-Hadaf Kuwaiti Newspaper. Fine Art.
___________________

Gavin Jantjes was born on 1948 and completed his studies at Michaels School of Fine Art in Cape Town in 1969, University of Cape Town, and the Hochschule für bildende Künste in Hamburg, where he received his MA degree in 1972. He used his art against the apartheid policy in South Africa, during De Clark's and the white minority reign. He settled in Britain in 1982 and he's living in Oslo, where he works as a artistic director of the Henie-Ostand Kunstsenter since 1998.

Saturday, May 20, 2006

الخروج، البشارة، القربان


العودة الي البدء في الخروج، البشارة، القربان
للشاعر السوداني محمد المهدي المجذوب

ترتبط الحركة الشعرية في السودان بالمستويات الثقافية في الداخل، هذه المستويات التي تتحكم فيها عوامل الاتصال الثقافي و مدي ما يتاح له من مجال. و لقد كان في الغالب جانب التأثر بمصر بحكم هذا الاتصال القديم سواء انتج ذلك عن كتب الأدب العربي أو المترجمات بعد ظهور حركة الترجمة في أعقاب حملة نابليون علي مصر 1798م. و تبلور هذا التأثر بعد فترة تم فيها استيعاب الإفراز الثقافي لحملة نابليون... تابع القراءة في الموقع التالي المتخصص في جانب الشعر و الشعراء السودانيين الذي بدأته بكم وافر من نتاجات الشاعر الزميل و الصديق الراحل محمد عثمان محمد صالح كجراي...هنا
http://sudanese-poets.blogspot.com
_________________________________

Sunday, May 14, 2006

البرواز


و ... تسربت من بين أصابعي
علي السفح هشت نخلة. طارت حمامة. حطت داخل الدار القريبة. مشت الي سرب الحمام، بالتقريب الي ذكر معين ميزته بصوته. له هديل مميز...
اقتربت من عنقي، لمست عليه بشفتيها. الفانوس يرمي ضوءا شاحبا علينا. توزع الدخان و ترك بقايا سوداء في شكل اصابع علي زجاجته. لمست "العنقريب" باصابعي اليسري. مشت الاصابع علي حباله المهترئة من جانبه الاوسط. لم اجرؤ علي الجلوس خوف انقطاع الحبل. ابتعدت شفتاها. غاب وطن و حضر وطن. في الداخل يرسم الفانوس صورا شاحبة مهزوزة. متي تثبت الصور؟... عادت انفاسها من جديد. اشعر برغبة حميمة و تشويش و بقايا وطن مكسور.. عبثت يداها بالقميص. طعنت صدري نجمتان. فردت الحمامة ذيلها. طار زنبور من احدي الاركان. حلق حول الخلية ثم حط عليها. همست في اذني: الليل بارد و صامت
- الليل موحش، و أشد وحشة هذا الذي يداخلني
قالت لي في مرة سابقة: لو جئت دارنا لوجدت القمح و اللبن ساخنا
حاولت ان افهم هذا الذي يداخلني...
سارت الي جانبي صامتة. انتحينا مكانا قصيا. سوينا مجلسا و جلسنا. لم أدرك ان شيئا مثل هذا يمكن ان يفسح لتساؤل دائم. كنت قريبا جدا من المدارين و كانت فصول العشق تتحول داخلي الي سنابل في كل سنبلة مائة حبة. الا انني رأيت فيما يري النائم طيرا يملأ الفضاء. فاجأها صوت محموم خرج من داخلي: - بين حبك السنابل و المطر و الرجال
أحسست شيئا غائما يحاول ان يتشكل. تتساقط الاضواء نتفا تفتح في الداخل نفس الدوار. اشياء تحاول ان تتشبث بداخلي و اشياء توشك علي السقوط. قالت لي في مرة سابقة:- تعال الي دارنا، اغسل قدميك من طين الحقل و اجهز لك الحصير و البن
فاجأتني الاصوات تخرج من الأزقة و بيوت الطين و مرابع المدن تحاصرني، تطعن داخلي. قطعة الارض تبدو صغيرة و المحصول لا يكفي. جزء يأكله الطير و جزء يتراكم في مخازن التجار و الجزء الآخر للسابلة و المصابين بالفقر. أمشي علي الطريق ألعن. يطوقني "الجندب"، يحبس أنفاسي. أمد يدي. أفرد صدري. أصاب بالظمأ. يضربني "الجندب" ثم يبتعد. يضربني ثم يبتعد. أحس بإجهاد تام. تخرج من مكان ما تمد لي يدا. تقول:- هذا يصيبك لأنك لا تصبر عليه...
أري في عينيها وعدا ما...
- ألا تكف أبدا عن الانتفاض؟...
أري في عينيها وطنا مكسورا...
- يكفي الذي راح...
أري في عينيها ما لا أراه...
أصيح:- كفي...
تنحدر دموع ما لشئ ما...
حين بدأ الزمن يعتاد علي الجفاف كنت اتناول البلح الذي تجلبه من بستان جدها علي النيل. كان البلح يقع قبل ان تمتد اليه يد معروقة.. كنا نري السواعد القوية تسافر بعيدا ثم تعود بالحرير.. بعضها لا يعود أبدا.. تتدافع الدموع تبلل ساعدي.. تقول:- العمر يذهب. "الجندب" يكاد يقضي عليك. تعال إلينا تجد قمحا...
أضحك في مرارة..قمح؟!.. الباقي من مخزون الأعوام الماضية!.. لعل حشرات الأرض قد فعلت فعلها...
تتعلق عيناي بكتفيها. أحس بليل الجوع تنسكب فيه النيران ثم تنثقب عليه السماء... ألامسها. يدور المكان حولي دورتين. تموء قطة تتمسح بالواقفين. تتلاصق الأعضاء. أري شفتيها بين البحر و النيل تدندنان لحنا "للمريود". تتلامس الشفاه. أحس وطنا يبكي و وطنا تتقطع أنفاسه...
أقول:- أحبك و لا أقدر عليك...
تقول:- أنت تأخذني بجامع وجداني و جسدي...
و... تلتحم القصيدة
تسألني:- لماذا لا تذهب؟
أجيب:- ربما لا أعود...
تقول:- كثيرون يعودون بالحرير...
أقول:- و كثيرون ينفقون من العطش تماما كضواري الصحراء...
تسأل:- لماذا تتشاءم؟
أهمس:- لأنني أحبك...
و تلجمها الكلمات المتلاحقة... بيني و بين حبيبتي وطن مكسور... اتحامق كالأطفال. أثور. أكسر الأواني. أقذفها نحو الحائط ثم اتجمع بين أحضانها...
أهمس بصوت لا يقوي علي ان يفارق صاحبه الصبر:- كيف انكسر البرواز و النجار يصنع لصورتك الإطار؟...
تترقرق الدموع في عينيها... أقشعر. يداهمني حزن عميق. انفلت من بين أحضانها. أهرول... تسألني بصوت مرتجف:- أين تذهب؟...
أصيح ردا علي سؤالها:- لابد ان أعلم هذا النجار الغبي الطريقة المثلي لعمل البراويز
_____________________

هامش: "العنقريب" كلمة في المحلية السودانية تعني: مرقد من الحبال
"الجندب" نوع من الصراصير لونها "خاكي" كلون ملابس الجنود
"للمريود" للمحبوب
_____________________

Saturday, May 13, 2006

العشق زمن البرتقال و السحب الأليفة


تمتد المسافة...
يتمدد الهواء، الشجر، الزمن...
لا زالت تقف، عين علي شئ بالداخل يكاد ينفجر و عين علي الرصد...
السيارات تبتلع الطريق، الطريق يبتلع السيارات...
يقل المشاة هذا الزمن و الشمس تختنق و بقايا ضباب...
تشير الي سيارة، لا تقف...
تقف سيارة أخري. تنطفئ إشارتها و تشتعل...
تتحرك نحوها وئيدة و كأنها لا تريد ان تتحرك...
لكن الثلج يسري، الشمس تختنق و بقايا ضباب...
ماذا قالت للسائق؟ لا ريب انها طلبت ان ينقلها مشوارا محددا لكنها لم تسمع صوتها يتحدث...
يبدو انها لم توافق علي المبلغ الذي طلبه السائق الا انها لم تعرف كم طلب بالتحديد...
ضحك السائق بوقاحة، ثم غمز بعينه و قال و هو يفتعل الظرف : هيا اركبي...
و لم تتحرك. الشمس تختنق. الثلج يسري و بقايا ضباب...
نقطة ثم اتسعت...
نقطة أخري تتسع و أخري...
نقطة داخل نقطة تتسع دوائر الماء تنفجر...
يبدو وسيما. هيا اركبي. تمتطي سحابة، عارية إلا من قطرات الماء تتساقط. تنفرض كحبات عقد علي عريها و تنزلق حتي أخاديد ذلك الكائن النوري المعلق بين الفخذين.
هيا اركبي، تذكرها الأيام الموؤدة...
تتحرك الي الخلف. تحدق نحو الفتي. تتسع ابتسامته. يبدو شاربه كالشوك. فجأة تنكمش أعضاؤها. تتسع ابتسامته. تصطدم بالمظلة علي الرصيف. تشير إليه بأن يتحرك، الا انها لم تر يدها تشير و لم تحسها تتحرك...
تنطلق السيارة و تنطلق من الفتي لفظة بذيئة...
تتغلغل اللفظة داخلها. نقطة داخل نقطة تتسع دوائر الماء. تتغلغل اللفظة داخلها...
أعضاؤها المنكمشة تتفرد. تتنهد بعمق...
كأن قطرات الماء المنفرضة قد سقطت علي صحرائها...
تقف سيارة أخري. تبتدئ لعبة الإشارت البرتقال. تفتح جوعا. تحب البرتقال. يذكرها بيوسف. تمتد يده بالبرتقالة. تقطفها من يده قطفا. تعدو. يعدو خلفها...
يلحقها. تمتد يده، يدا تسابق يدا...
يقعان...
تنعصر البرتقالة بينهما. تنسكب...
البرتقالة تصير عجينا...
نزلت السماء القطيفة و تسيب البرد...
تدخل الإشارات البرتقال دائرة البصر. تلمح السائق بطرف عين. يضع علي رأسه دائرتين سوداوين. يبتسم. تشم رائحة شواء في الخلاء. تتطاحن داخلها صور تتمرد. تتصارع. تمزق بعضها بعضا...
يتودد السائق بلطف شديد. انها تسمع تماما هذه المرة...
لكن يوسف لم يقل وهي لم تطلب شيئا...
كان والدها يخطب في المصلين و يذكرهم – من استطاع الباءة فليتزوج – لكن يوسف لم يطرق الباب بعد. ربما كان أكبر سنا و ربما له اولاد مثله. لكن لم يكن ذلك ليهم أحدا بالطبع سواها.
كان يلتقيان. يمضيان قدحا من الليل سويا أو لا يمضيانه. لكنها لم تكن تطلب شيئا...
ثم إذ هي تتلامس داخلها. تصاحب أفكارا حميمة. تتلاصق. تتكون...
كل شئ بدأ يتخذ طابعا رتيبا كأنه محسوب رغم انهما لم يحسبان شيئا...
الإشارات البرتقال. انتبهت. هاهو يزيح الدائرتين السوداوين و لا يريد ان يتحرك...
السيارات تمر تباعا تبتلع الطريق يبتلعها الطريق، تبتلع الداخل و يبتلعها الداخل.. يتسلل اليها البرد...
لابد ان تذهب إذن إذا أرادت ان تصل. ستجده منتظرا كعادته و ستقول له بهدوء تام – يوسف، أريد ان أذهب و ليكن ذهابي بلا عودة...
لماذا تنتهي الأشياء الجميلة هكذا بصورة تامة و حزينة؟.. لقد اقتنعت بهذه الفكرة لأنها لم تكن مقتنعة بها من قبل...
كانت تحافظ علي ذكرياتها و الأمكنة. و يشدها الحنان الي الطريق الذي مشت به في الأيام الخوالي و الي الركن الذي جلست به و الي الحلواني الذي تناولت عنده الايس كريم و.. أعواد الثقاب. حتي أعواد الثقاب التي كان يشعل بها سجائره تحتفظ بها في مكان ما داخل صندوق بداخل صندوق. عيدان تحمل بارودا محترقا...
تتآكل داخلها الأيام الذهبية...
أعماقها تهتز، توشك علي البكاء...
أجل لابد ان تعلن عن أشياء كثيرة. لا يهم.. كل شئ عاد لا يهم...
صاحب العصابة يفتح باب السيارة. يغازلها. يدعوها. تتجهم في وجهه و تردد لعنة هي نفسها لم تسمعها. خيل اليها انها تلعن. يغلق باب السيارة و هو يغمز ثم يولي الأدبار...
أوقفت سيارة. فتحت الباب. أعطت السائق العنوان ثم همست: لابد ان اقرر شيئا و لو لمرة واحدة...
سألها السائق: ماذا؟...
شعرت بانها تحدثت بصوت مسموع. ارتفعت يد السائق نحو المرآة. انعكست الصورة...
ستجد يوسف. لم يحدث ان تأخر عن موعد ابدا. و ستقول، طالما كانت تريد ذلك. كل شئ كان يتم بعفوية، بلا حسبان...
وقفت قليلا ثم دخلت. لم تجد أحدا...
اليوم فتحت الصندوق. أخرجت منه صندوقا. فتحته. نظرت الي الثقاب. ألقتها ثم مسحت دموع تجمعت علي عينيها...
يوسف، يوسف...
الشمس تختنق. الثلج يسري. و بقايا ضباب...
تخرج. تقف لحظة بالخارج ثم تخطو خطوة. تقف ثم تخطو خطوتين. تراه في مرمي البصر مقبلا يعدو ناصعا كالأيام الذهبية.. تقف: يوسف، يوسف...
تنطلق مع البرد و النقاط التي تتسع. تتسع دوائر الماء. تنفجر...
عارية إلا من حزنها...
قطرات الماء تتساقط. تنفرض كحبات عقد علي عريها. الشمس تلتهم السحب. تلتهمها السحب. تدور المعركة و تنثقب السماء...
تحس نفسها و قد غدت عملاقة. اتسعت. احتوت كل المسافة حولها ثم ولدت طفلها علي عينيها و تمددت بحجم الأزمنة.
____________________________

هامش: جريدة الهدف. ملحق الهدف الثقافي. اثناء امتلاك جريدة الوطن الكويتية لهذه الجريدة و قبل بيعها لجريدة السياسة الكويتية. 25 ديسمبر 1980م . من مجموعة "ايقاعات الساعة صفر" التي صدرت للكاتب عام 1983م
_________________________

El-hadaf. Alwatan Kuwaiti newspaper. Arabic short story.

Reporters from the Horn of Africa wanted to freelance HOA.If you're a journalist with min. 6 years experiences you're welcome to join our team.Please use the suitable form at the link beyond the headline above.

Friday, May 12, 2006

مدام مانديلا و صمود المرأة الأبدي


هناك نوعية من النساء تمتاز بقدر عال من الجاذبية الشخصية او الذاتية. شخصيات يشعر المرء امامهن بالاحترام الكبير و الألق الدائم و الاشراق الصفوي و العفوية التي تفرض نفسها علي وجوده. و هو هنا يعشقهن عشقا بريئا بعيدا عن الابتداع الذاتي، قريبا من لحظات اكتشافك ان شخصا آخر هو انت... او قول او تعبير لشخص آخر هو تعبيرك انت او امتداد له... حياة انسان آخر هي حياتك انت... او نضاله هو نضالك انت الي آخره

هذه الحقيقة... أصدق من تعيشها من اولئك النساء هي ويني مانديلا - و آخريات يشاركن مد هذا الوعي الإجتماعي و السياسي بالضرورة – لكننا نصطفي مدام مانديلا لأنها اكثر النساء معاناة. فهي و منذ 1958م ماتزال تنتظر ان يستلهم الشعب الجنوبي كفاح زوجها المناضل نلسون مانديلا – تلك الومضات من النضال التي بكرت في الاتصال بها مما جعلها تقود نضال زوجها ضد الاقلية البيضاء في بريتوريا. و رغم العذابات التي عاشتها، بدءا من الحرمان من زوجها و عائلتها و اصدقائها الي وضعها في الحجز و تعذيبها ثم اطلاق سراحها، و وضعها في اللائحة السوداء، و اعتبارا لكونها لم تعش حياتها الزوجية كما تعيشها معظم المتزوجات و لم تتمتع بتلك الحياة مثلهن، و اعتبارا لصبرها المتعاظم و املها في ملاقاة زوجها المحتجز أطلق عليها لقب " الارملة الصبورة"

و تقوم الآن حملة واسعة تطالب بإطلاق سراح رئيس المؤتمر الوطني الافريقي و الذي قضي الفترة الاولي من سجنه في سجون مجهولة ثم نقل أخيرا الي سجن "روبن آيلاند". و تركزت تلك الحملات بشكل خاص في صحيفة "جون افريك" . و ما زالت الزوجة الصبورة في اقامتها الجبرية تنتظر ان يتناول احرار العالم مبادرة المطالبة بإطلاق سراح زوجها الذي قارب السبعينات من عمره وذلك مثلما تذكر المصادر الاعلامية لسبب بسيط جدا هو ان من النادر وصول الافارقة الي هذا العمر ، خاصة اولئك الذين يعذبون و يستنزفون في السجون. لهذا فان إطلاق سراح نلسون مانديلا يبدو سببا وجيها لان يعيش الرجل ما تبقي من عمره وسط افراد اسرته المنتظرة لاكثر من عشرين عاما

و رغم هذا الامل الذي يراودها فان "تفاحة افريقيا" المنتظرة تعلن ان نظام الاقلية البيضاء الذي جعل من السجن موتا بطيئا للمناضلين و الذي قام بتصفية المناضل ستيف بيكو لن يكون رحيما هذه المرة من اجل زوجها اذ كيف تطلب او ترجو الرحمة ممن لا رحمة له؟

هذه المرأة النموذج الفريد ما زالت تقول ان اقل شئ يمكن ان تهبه امرأة لزوج مناضل هو انتظاره في المنفي و النضال من اجله لانه بحد ذاته وطن غائب

و نحن نقترب من اليوم العالمي لمحاربة و استئصال التفرقة العنصرية اقل ما نفعله هو ان نحيي هذه المرأة و نضم صوتنا الي صوت الحريات القادمة
___________

جريدة الوطن الكويتية – صفحة الأسرة و المجتمع – 20 مارس 1983م
Watan Newspaper- Kuwaiti newspaper- Family and Society – Weini Mandela – Nelson Mandela – John Afrique – John Afric – Release of Nelson Mandela campaigns – The White Minority – The apartheid – South Africa – Cape Town – South African political freedom fighters - Steve Picko – Steven Picko – Stephen Bicko – Steve Pico - Robben Island prison – Robin Island -

Thursday, May 11, 2006

عايـدة


- ستة و عشرون عاما و لم استرح يوما...
- صه أيها البرجوازي الصغير...
كان الكون يلوك ثدي الأهوال و ينام علي الوهم... تأوه و نظر الي المدينة. بدأت المدينة دائرة مسافرة الي المجهول، تنام بعين واحدة و شفاهها ترتعش. تصطفق الطرقات و تنفتح علي هوة لا قرار لها و... السابلة
أواه يا سابلة المدينة! غمغم و جذب نفسا عميقا من لفافته حتي توهج طرفها. أضواء النيون أمامه تختفي و تظهر بإيقاع مختلف. تضئ و تموت باستمرار. كفأ وجهه علي راحة يده و حدق. برزت من خلال دائرة الضوء.
- أعبدك يا عابدة! نظرت إليه مبتسمة و اقتربت و... عشعشت موسيقي (السامبا) في الاعصاب. عندما سرت الحرارة و توهجت جموع الراقصين انفجرت الي (جاز) ملتهب. أحس بروعة الإلتهاب. بدأت الخرطوم من أسفله طفلة مرصعة بالذهب و اللآلئ. فعلت فيه فعلا ساحرا فأنثني مع الإيقاع الصاخب و... تحولت الصالة الي مأوي للقطط. شعر بالدم الحار...
- أعبدك يا عايدة. سعل... أحس بالخوف المفاجئ يتخذ شكلا و هو يتأبط الرؤيا القديمة. عري جسدها السنديان. جاءت جموع الرياح الحارة. النار تندلع داخله. حين حاول الوصول الي الفرح الفاره حالت بينه جموع الدم فأنتحب. و... أفاق علي معاطن الحلم الاولي. سرت في جسده الغض الرهبة. هرع الي امه و همس في اذنها. تضرج وجه امه بالحمرة و ثمة فرح مفاجئ. اخته التي تكبره قليلا اغضت حين فهمت مدار همساته... – عايدة! تلامسا. ومض البرق داخله و سرت في دائرة الباذنجان نار مغناطيسية. أيكون السعال الحاد فعل المداورة؟ ... كان يسعل بشدة. يخرج الدم الحار. سمع صوتها آتيا من أعماق بعيدة.
- عايد، هه... أين تذهب؟ ... عايد أحبك.
دارت بذهنه أفعال السينما الجديدة. سخر منها و من نفسه... حمل اليه النسيم رائحة الشواء علي السطوح المجاورة. الكل في هذه الساعة يرقص في المدينة. كانت المدينة نائمة بعين واحدة و فاردة ساقيها للرياح.
- من اين جئت يا عابدة؟ أعبدك... أفاق من الجزع المر. قال الطبيب: الشفاء من هذا المرض محتمل جدا... – عائدة!... ترنح كالثمل ثم اطلق (شارلستونه) للريح. – أيتها المدينة العاهر... فليغسلك الطوفان. حبس نفسه داخله ليراقب الاشياء. رجل آخر داعب القطة التي مرت الي جواره غمز لواحدة تسير قربه فما كان منها الا ان صفعته و مضت لا تلوي علي شئ. نظر الرواد. ضحك بعضهم. البعض الآخر اكتفي بالابتسام. – عائد... أيها البعيد! دوت (الأصوات). كانت تعرف ذلك الالم الهائل. – الطوفان يا عايدة... أحس بمرارة الحلق و سخونة الدم السائل من الجوف. و... غسل الأضواء بناظريه حتي عادت تفتقد الشعاع. – أنت بعض المرض الذي أصابني، كيف الشفاء منك بالله يا عابدة؟ ... خضه السعال. بصق علي المنديل. نظر الي البصاق الاحمر. رأي المنديل و قد تخضب بالدم حتي اختفي اسمها من حاشيته. لابد ان يقرر قبل ان تقرر هي. ذلك أفضل كثيرا بالنسبة لكرامته و شرفه الرفيع. اهتز داخله و تصلب فكه و دارت الدموع. – أستطيع ان أواجه المسألة وحدي حتي تنقضي هذه الايام الواجفة... أعبدك يا عابدة أيتها الحب البكر... رغما عنه وجد الدموع تكتسح خديه و شفتيه فيذوق لها طعما لاذعا و العالم يغسله الطوفان.

__________________

حاشية: ازدواج عابدة، عايدة، عائدة و عابد و عايد هو ازدواج الحبيبة و الوطن... الجزء في الكل و الكل في الجزء
من مجموعة " ايقاعات الساعة صفر" التي صدرت للكاتب من مطابع الطليعة بالكويت عام 1983م

Sunday, April 30, 2006

فان جوخ

و هذه إجابة من ناحية اخري علي سؤال التجاوز

فان جوخ إلتقط –جاشيه- من الرصيف و أعطاها المأوي و لم يخف علي سمعته حين استقرت معه و لم تصدق فعادت الي حياتها الاولي. و حين ثار في وجهها: ما الذي تطلبينه برهانا لحبي؟ قالت و كلماتها تصفعه: أذنك الكبيرة. فقطع أذنه و قدمها لها إلا انها وصفته كما وصفه الاخرون بالجنون. لكن صديقه و طبيبه المعالج الذي كان يجلس امامه ليرسمه كان يدرك انه صادق و عاقل في عالم يفتقد الصدق و العقل

يقول فان جوخ عن نفسه: انا ابحث عن حقيقة اكثر صدقا من الواقع
في الريف الانجليزي حمله حذاؤه الي –كي- فأحبها و رفضته

حروف فوق النقاط

يقول فرانسيس عن جوخ

فكرت انت ففقدت الوعي و هم يفقدون الوعي حتي لا يفكرون
لقد اردت ان ترسم الليل بضوء شمعة علي رأسك و هم يعيشون الليل ليهربوا من النهار فالشمس التي إمتلأت بها عيناك تصيبهم بالذعر

اردت انت ان تبحث عن الحقيقة و مت من اجلها و هم يرفضون اي حقيقة ليعيشوا
هم يقولون توجد حقيقة و لا يوجد صدق و لا يوجد واقع، توجد فقط اللحظة التي نعيشها و جعلوا يطيلونها بالمخدرات
انت اردت ان تدفن آلام نفسك في جسد إمرأة عرفت الألم و هم يتجردون من العواطف و يخلعون احساسهم مع ملابسهم في نفس اللحظة و بنفس السهولة

و تمتد هذه الـ - هم – عبر الازمنة. هذا حالهم في زمن القواقع و الصراخ و كثيرون هم الذين يقتلون فنا صادقا باسم فن كاذب و يقتلون جمالا بدعوي حب الجمال و يدوسون وروده بدعوي الانتشاء السالب و الذي يسمونه بالعصرية
يوسف فرانسيس قدم لنا لمسات من الذوق الرفيع بلغة جذابة موشية برسومات رائعة تفتح لنا مجلا للنقاهة في – زمان العمليات المستعجلة – فنعانق هذه الاصداء في مسيرة الفنون الجميلة
___________________________________

Notes:
الطليعة الكويتية – 654 –11-06-1980م

Sunday, April 23, 2006

Vincent van Gogh


لقد تساءل عن الشئ الذي يتجاوزه في الداخل في ذات الوقت الذي كان يحس فيه بالإجابة تسكن هلامية داخله، لذا كانت هذه الإجابة تخرج حارة في اللوحات التي كان يرسمها ليفض تلك الهلامية. ان الاجابة المباشرة علي السؤال تجعل الأمر يبدو عاديا فتقتل فيه روح الابتكار. لكن الفنان كان يجيب علي هذا السؤال و غيره بالفرشاة و الألوان في عالم يفتقد الصدق و الحدس الصادق

الحذاء الذي تابع به هذه المشاوير و لم يحفل به أحد قفز في اللوحة الأخيرة علي الكرسي، و هو مكان جلوسه. ألا يتضح الأمر الآن؟ و الشمعة كنور يدل علي الحقيقة و المعرفة و التضحية يضعها الي جواره قبل ان يخرج الي الحقول. ألا يتضح الأمر أكثر هنا؟ و القمح، هذا دليل آخر علي صفاء نفس الفنان الحزين، فقد كان صامتا صبورا في حزنه

ان دلائل المأساة في الحذاء تحتك بالمهزلة و السخرية في ذات الوقت فتكتسب بـعد اللاجدوي (ارجع لتقرأ الكلمة – بعد – بالضمة علي حرف الباء. آسف إذ ان الكيبورد ليس به أدوات التشكيل) هذا البعد الذي أطلق رصاصة أودت بحياته وسط حقول القمح – المعني الطبيعي – القمح رمز القوة و الخصوبة و الثورة

كان يعشق السنابل الذهبية و يرفع بصره الي السماء لتملأ الشمس عينيه كما تفعل زهور عباد الشمس الذي كان بدوره موضوعا حميما له. العلاقة بين الشمس و عباد الشمس و القمح علاقة حياة و دفء، و تلتقي هذه العلاقة بـ- الصفاء و الثورة و الحقيقة – و هي رموز اخري، تلتقي و تتلاحم داخل الشاعر الرسام أو الرسام الشاعر لا فرق، إذ انه كان يرسم شعرا، و يشعر رسما، بمعني ما يلتقي و يجمع بين هذه الفنون في البؤرة الإيحائية

لقد كان فان جوخ يدرك كل هذه العلاقات الحيوية و هي التي دفعت الدماء في لوحاته، الا انه غلب (بضم الغين) علي أمره و أختار ان يرحل عن العالم و كأنه كان يقول بذلك – زيفتم و صدقت، و مع هذا عشت تعيسا. أتعلمون هذا الحذاء يقف أمام كل معتقداتكم الزائفة. هذا الحذاء الذي يركل الحجارة و يدوس علي كل القاذورات و الأكاذيب التي تغلفكم –

مات فان جوخ فقيرا بينما بيعت خطاباته لشقيقه ثيو بـ 40 ألف فرنك و اغتني الورثة من بيع فرشه و ألوانه. و بقيت لوحة الكرسي و الشمعة و الحذاء ليدرسها طلبة الفنون الجميلة في باريس و موسكو ومدريد

رسم الحقول و الطبيعة. و لم يكن يحب اللون الأسود فلم يستعمله حتي لا يحصر ألوانه. و كان يرسم النجوم تضئ السماء و الناس في – ارل – يذكرونه في فخر لأنه كان يعبر عن بؤسهم و علاقاتهم الانتاجية البسيطة الحميمة. لم لا و هو الذي قال عن نفسه: أحيانا رغم حيرتي أحس بانني اعرف تماما ما أريده، فانا ذقت العذاب و أحب ان تحمل لوحاتي كلمة عزاء لهؤلاء الذين يعانون الألم مثلي
__________
Vincent van Gogh. See some other pages about this artist and his fine art gallery at the link above when you click on the headline.

Saturday, April 22, 2006

فان كوخ

قراءة في رحلات "الحب و الجنون" ليوسف فرانسيس
جزيل الشكر للفنان المصري يوسف فرانسيس علي تعريفه لي كقارئ له بهذا الفنان الهولندي منذ أكثر من خمسة و عشرين عاما
الشمس التي إمتلأت بها عيناك تصيبهم بالذعر

كان يوسف أديبا و فنانا مهتما و ممتلئا بهذا الهاجس الإبداعي السحري. بل ان هذا الإهتمام هو الذي دفعه حين كان في اوروبا ليدخل ذلك الجو المنغوم و الذي تختلط فيه الموسيقي بالرسم و الشعر ليمتد من أنامل الموسيقي البولندي التعيس شوبان و ريشة دي لا كروا و حرارة العشق اللاهب جورج صاند و تأثيرات بيرون في الشباب من حركات الهيبيز الي أحلام أصغر بورجوازي في أي قطر عربي

و ينتقل الي بيكاسو و جنون السبعينات... هذه الريشة التي اوجدت مساحات من الإبداع بين التجريد و التأثيرية و التكعيبية و صراع زوجاته و عشقه الأخير لفتاة تصغره بنصف قرن و... حتي قال: في داخلي شئ يتجاوزني. تري ما هو و إلي أين يقودني؟

هذه العبارة الأخيرة تفتح الطريق الذي سلكه الفنان الهولندي فان جوخ و تحدد العمل الأخير الذي رسمه و الذي يمثل حذاءه علي كرسيه، و تجيب علي التساؤل الذي تركه سلوكه الأخير، بعد ان رسم ذلك الحذاء علي الكرسي ووضع الي جواره شمعة، ثم خرج الي حقول القمح، و دوت رصاصة أودت بحياته.

ماذا أراد فان كوخ ان يقول؟ و لماذا انتحر؟ الإجابة علي هذه الأسئلة تمر عبر رسمه الأخير و من هذه المؤشرات تأتي الإجابة. الحذاء كأقل شئ يملكه الانسان و أهم شئ و اتفه شئ في نفس الوقت يصير موضوعا اخيرا و مادة متطورة عند فان جوخ. لكنه الموضوع الاول في مسيرة حياته، فقد قطع به مشوارا طويلا و هو لا يملك نقودا... دخل به مناجم الفحم ليعمل و سعي به ليساعد المرضي بعد ان تخلي عن العمل الكنسي فكتب عنه الرهبان تقريرا يقول بـ " ان الراهب الشاب ينقصه إتزان الراعي الصالح" فقد كان ابوه الراعي في "جدوت لاندرت" يريده ان يصبح راعيا مثله

و دفع ذلك الحذاء الشاب الصامت كما كان يطلق عليه كلقب، دفعه عبر طرق طويلة ليعمل بائعا في محل قريب له لبيع اللوحات. و لما كان بطبيعته التي تميل للفنون التشكيلية و حاسته الفنية المبكرة يعرف اللوحات الجيدة و يفرق بين الأصيلة و المزيفة فقد كان يقول الصدق للمشترين عندما يسألونه. و لذلك طرده قريبه ليحمله حذاءه الي أمكنة جديدة في بحث جديد عن قطعة خبز في مكان طيب حسن الإضاءة

و هكذا هاجر معه ذلك الحذاء الي باريس. و في "مونمارتر" و "سان جرمان" رأي المعارض تقدم فنا مزيفا، و مقلدا مصبوغا، فتألم لذلك الواقع الما شديدا. و في الفقر عاش يدخر النقود – صبرا علي الجوع – ليشتري بها ادوات الرسم. كان أحيانا يجوع اسبوعا ليستضيف صديقه الفنان – غوغان -
______________
You can see some of Van Gogh arts here at http://love-problems.blogspot.com
or at the link on the headline if you click his name.
Montmartre in Paris. Saint Germain or St Germain. Van Gogh and Paul Gaugan as friends. When the two artists' friendship had begun? Egyptian fine art artists. Yousif Francise.

Sunday, April 16, 2006

ولادة ثانية للشجرة

تموسقك الليالي الضالعات
في عنق الفرح البهي
الساجعات في محاجر العيون
و تخرجك...
إلي حيث اني فتحت لك
فتحا مبينا
يرقص النهر عجزا و صدرا
_____________

Wednesday, April 12, 2006

مقاطع من قصائد بغدادية


اني رأيتك لحظة الولادة الأولي
طفلا بلا جسم
يبتسم
تمشين فيا من الرحم إلي الرحم

عابد يعانق لحظة التوافق
بين البقاء و الأفول
وددت بحق البشري ان أقول-
لكنما الجراح تغسلني
فأعلن القبول:
الشجرة و الخطيئة
توأمان
_______
I don’t know why I’ve renamed these verses from a long poem called “Second Birth of The Tree”, “Baghdadi Verses?”
It might be because of the fact that the first art and poetry media source published them was “Al-Taliaah Eladabiah” during Ahmed Hassan El-Bakir reign.
It was though for my country as I wrote it there that time, before fleeing the second dictator Jafar Numeri.

“Second Birth of The Tree” has its own philosophical orientation in regards to the beginning of the human beings, the creation of the World and the second life.
______
لست أدري لماذا اخترت هذا الأسم لهذه المقاطع من ملحمة كتبتها للوطن في الوطن؟ ربما لأن أول مجلة نشرتها و ألحقتها بنقد في العدد التالي هي مجلة الطليعة العراقية أيام أحمد حسن البكر

Sunday, April 09, 2006

علي جرحي حمامة


- تكوينات إنبعاثية لوجه الوطن... للشهداء علي أبواب الذات و للعشاق المنهزمين -

جواب الآفاق:
فلتفتحوا جواب الآفاق
اني افتح عشقا
يطلع قزحيا
حراق
نيليا
يلثم بطن الوادي
جنينيا
يتسامق نخلا عربيا
صحوا دفاق

اني آتي
الخيل تهتف طربا
تحملني
أرفع سيفي مبهورا
يصافح ومض البرق
يشاغب، يردي
زمنا فتح الجرح
تبجح
سارق وطنا
غولا يلتهم حكايات الاطفال
شبحا يتقزم كالقردة يدخل من شباك
الدار
"يلهو بحقوي انثي"...

رفقة:
اعطني كاسا من غضب
أيها النادل
ثم فرقع المدينة
فينا من باع رداءه
"رفقة دار أبي
مهدي
منفاي
و مملكتي"
طرقات باعت وقع حذائي
حبيبة عشر باعتني عشرا
فتحت أبواب لفظتني
جرحا
عظما
أطلالا
تعتنق الطرقات
علي كتفي جرح غائر
حد الصدر
و علي جرحي حمامة

منولوغ:
ما شئنا او شاء القدر
او أبينا
لكنما النادل و المدينة
رفقة حزينة...
ما شئنا او شاء القدر
او أبينا
لكنما النادل و المدينة
رفقة حزينة...
ما شئنا او شاء القدر
او أبينا
لكنما النادل و المدينة
يبثان في المدي رفقة حزينة...
______________
هامش: مجلة أفكار الأردنية 1981م
Afkar - Jordan
I wrote some of those verses during the time that I fleed my country to be jongleur, and explore the world, meet Ahmad, Christian, Jonthan and Shaowl to share the same free and peaceful thoughts about the World.
I like the Jordan almond. I like to send josh sometimes. I like people and I like to live among lots of nationalities, but not jostle.
I like the "J" character in this alphabet very much.

Saturday, April 08, 2006

الشمس... البحر... العرس


(قصيدة للوطن المستحيل)

يا قصيدة
تخرج طازجة وئيدة
من تبر تبري
و نار ناري
و أفياء مشاعية بعيدة
لك قد مشينا
فراعنا ان البحر سر
قد هوينا... فهوينا
في لجه الصخاب فينا
----
تتبعنا
فلولا في انتصار الصحو
شدنا بأسنا
ألقا يشد النفس للزهو
و بالزهو مشينا
----
و احترزنا
و شددنا العزم
ان نلثم جبين الشمس
ان نفتح يقين النفس
ان نشهد نزوع العرس
يلقي أفياءا علينا
----
ما علمنا
ان فينا رجل يشد
الشمس للبئر
يغطي البئر بالآجر
لتبقي طي الغيب
لا تطلع لنا حاضر
فتعمينا
----
تتبعنا
فلولا تقتل الماضي
تؤتم الحاضر
رعاديدا تتبعنا
شياها تتبعنا
جووفا بلا معني
تتبعنا
و ما علمنا... انهم فينا
______________

Tuesday, April 04, 2006

آدم جديد

آتيك في اليوم الذي خط الغرام به
حلما بدار الشمس
يا نشوة الألق المقرقر
في إفترار الهمس
يا بعض "تاجوج
لا تفرزي
حكاية الذي أمضه الغرام
بين شعرة و شعرة
يرفض الفطام
لا تصدمي الرياح
لحظة الشقاء و التعب
لا تجهشي، زمان إرثنا
في الموت و الشغب
زمان آدم جديد
يرفع الأكف كي يفل
ما يفله الحديد
لكنه يمتص كالحساء
في يومه البليد
الشغب
التعب
و الرحيق
"يا جدولا غنائنا العميق
يا خليل، يا رضي"
يمد ليلنا حكاية الغريب
للغريب خصلة
و خصلة ينام في عيونها القمر
يمد إرثنا
و كلما انحني
في مطارف النزوع
و الشقاء
و الدموع
و السفر
أن اورغن
" يا أم احمد دقي المحلب"
_________________

هوامش: بيت الشعر بين قوسين للشاعر السوداني النور عثمان ابكر. و الخليل و الرضي من الشعراء المغنيين الذين عاصروا الحركة الوطنية في السودان و غنوا لها.
- المحلب، نوع من الحبوب العطرية تدق عادة و تخلط في الأفراح كختان الابناء و الأعراس.
_________________

Sunday, April 02, 2006

في العروق جذوة بديعة


في حنايا حبنا البدائي
نلتقي بدائيين
لنشعل المصباح
نحتلب
عصارة الجراح في الجراح
ننتقي
حسام الشمس حتي
ينهض الصباح
كطفل ياسمين
ممهورة عيونه
بلوعة الحنين
مفرهدا كالنساء في الربيع
و الربيع في النساء
و دفقة البخور من إناء
حبنا الحضور و البقاء
كطفلنا البديع
نلتقي و نفترق
لنلتقي و تحترق
يكون عطرك الحبور
في الليل الشتائي
يأخذني بعيدا
من منافي الصوت
من فيافي الموت
الي أنفاسك الحري
و عشقك البدائي
____________
26 أغسطس 1980م – الكويت – الطليعة

Thursday, March 30, 2006

شوق مكابر

أنسيت دارك...
أم كنت تسرق الليالي
ستارها القديم؟
يطلعك الصبار و العوسج
إمرأة تمد بؤسها إليك
و جذعها الشطائر
ديك الفجر يعلن الصباح
فيجرح النداء و الرياح
**
في كفك إمرأة
ما رأت غيرك في جرح الأشواق
حملت شبقها القديم
رسمت علي كفك رغبة
خالستك مغـبـة
ما أفاق العزيز علي الجنوح
إنشق الثوب أمامها
و تساقط الرماد...
غاب الحقل، الشوك، الظل
**
و ترحل في ثدي الجرح
تخرج عن صمت الذاكرة
تمشي حافيا إذ تستبيك
الخطي المهاجرة
ايان و الأفق مسرح
الذئاب المكابرة؟
تموت المفازة في خطي البرية
و الطير الطليق
**
مكان ضلعك المفقود
حديث الفراغ إليك
و صحوة المفازة تتسرب
بين يديك
و جرحك القديم يعود
كي تعود – أنت – إليك
___________
مجلة الطليعة الكويتية. العدد 651 – 14 مايو 1980

Wednesday, March 29, 2006

تلك حبيبتي

نأتيك فرادي
قبل الجرح فتفتحين
نحلم و تحلمين
نري منك ما يهز بوحنا
يندي جرحنا
فنهوي كالذباب مجندلين
**
وا أسفا
كم قتلناك و حملناك فينا
و بعثناك مع أحلامنا حينا
و حين البوح يغلبنا
بلا جدوي، نعود فنلثم الطينا
**
أرض ميعاد السنونو
و النورس الأزرق في عينيك
تلهمنا
فنودع فيها من ألق يهز النفس
يأسرنا
و نلثم فيها غار الصحو و الصحبة
و نحترق
و يطلع من قطار الهم مطعونا
بها الشرق
فيا ألقا يهز النفس يرميه بها حدق
حدث فأنت مؤتلق
تلك حبيبتي
و الناس تهواها و تسرقها
و تزجها في جمرها الملهوف يحرقها
و انت دون الناس تحترق
و يهوي من هوي انفاسك الشرق
حدث – أبيت اللعن، لا تلعن بها خاطر
فما حرقت مجامر حزنهم كافر
و لا راحت تنادي أفقنا الماطر
حنينا لإبتهال الضيف
تلك حبيبتي، أرحل إليها
رحلات الشتا و الصيف
أحادثها، أناجيها
أحدث عنها أقمارا
في الغربة تحرسها و تلهيها
و تدفع عنها شوك الورد
_____________
الثلاثاء 9 ديسمبر 1980م – الوطن الكويتية
_______________
Notes: Sudanese poetry, Sudanese poets, Sudanese writers, Sudanese journalists, Sudanese artists, and columnists. A Window to look and feel the essence of art and culture.

Monday, March 27, 2006

خــروج


أخرج من بيتي ممتزجا بالدم
الهاتف
"رقرق"
قطر
فجر
أوردتي
- استباح يقيني و عانقني -
أخرج عن جسمي أسرح ارصفة الطرقات
أهوي
أنهض
أمسك
أطلق
أبكي
أضحك
أصرخ
أهمس
يعتقني الخمر و ينثرني ذرات
أمتشق حسامي
ألامس جمرك سيدتي
يكتسب السيف لسان النار
أفرح سيدتي
أغضب
يعتقني الخمر و يجمعني
ألفا
باء
نجما
قمرا
شمسا
عشقا قزحيا
أين منامتي عاشقتي؟
____________

Sunday, March 19, 2006

ثقـافـــة وجــدان و ذاكــرة


* في الصف الرابع الابتدائي، و كنا بين العاشرة و الحادية عشر من العمر، اعتاد استاذ اللغة العربية، في حصص المكتبة، ان يتحفنا بقراءات من الادب العالمي. في ذلك الوقت تعرفنا علي اوسكار وايلد. و كانت صورة - دوريان جراي – ترسم امامنا آفاقا في العرض او السرد الروائي، بطريقة تلجم ألسنتنا، و تحبس أنفاسنا، فترات و فترات. و كانت تداعيات الاحداث و سردها يتبعنا حتي منازلنا، فنستعيد لذة المتابعة في الطريق، أو في الليالي القمرية، و نحن ننهي أو نستريح بين ألعاب "شليل" و "الفات فات" و "يا كديسة سكي الفأر" و هكذا.

* في تلك السن، و الفضل لأستاذ اللغة العربية ذاك، و حيث لم تكن مثل هذه الروايات ، ضمن المنهج التربوي، في تلك السن تشبعت الذاكرة بحلاوة السرد و الصور، و تداعي الاحداث، و جماليات لغة الترجمة اللبنانية و المصرية، و جماليات الصور، و سلاسة الوصف.
و لم يغب عن بالنا لا "البير كامو" و لا "جوته"، لا "المنفلوطي" و لا "سارتر". و كنا نعجب لذلك الشاب الوسيم الذي اتسمت أعماله بالقبح، حتي ظهرت علي المرآة قبيحة أمامه، فخاف علي صورته، و أراد تحطيم ذلك القبح فقضي علي نفسه.

و كنا نعجب بتلك الصخرة التي – و كنا وقتها معجبين أيضا بأفلام هرقل التي تعرض في السينما – تمثل أسطورة الصعود لوضعها علي قمة الجبل، فتنزلق الي القاع، فيعود البطل ليحملها مجددا الي القمة و هكذا.

* و كنا نعجب بـ – لقيطة - و بتلك – الفضيلة – التي كانت تجعل دموعنا تسيل مدرارا في حضرة أستاذ اللغة العربية، و الذي كان بدوره ينبهر في قراءته حتي لنكاد نري دموعه تقفز بغتة.

* و هكذا علقت بأذهاننا تداعيات و صور وسلاسة و بناء نفسي للشخصيات، حتي بدأ بعضنا يجرب الكتابة علي هذا النحو، و يستزيد من القراءات الخاصة، و ينوعها بالروايات العالمية و سلسلة - أولادنا – و ارسين لوبين و شرلوك هولمز، حتي استقام لنا بناء معرفي و لغوي، زادته الايام لأكثرنا منعة منذ ذلك الوقت، مما جعلنا نتنافس في القراءة و التأليف و الكتابة و النقاش، حتي وجدنا بعد قليل من الوقت ألقابا يطلقها علينا أستاذ اللغة العربية، فهذا "هتلر" و ذلك "السفسطائي" و ذاك "برنارد" أو "جورج" و هكذا....

* و بعد سنة تماما كان بيننا من يكتب أفضل قصة قصيرة، من مجموعة أندادنا في ذلك العمر. و كان بيننا من تم ترشيحه من جانب أستاذ اللغة العربية ذاك، ليكون كاتبا موسوما بحلاوة اللغة، و توالد الافكار و تداعيها، و منطق الترابط العضوي بين سلاسة الفكرة و سلاسة لغتها. و لم يخب ترشيح أو ظن الأستاذ.

* لبناء لغة و ثقافة نموذجية، يكون مفيدا اتخاذ هذا المنهج – القراءة و الاستماع و المكتبة – مبكرا في مرحلة الدراسة الاولي هنا، رغم انه في ذلك الزمن القديم، و هناك عبر الحدود، لم يكن ذلك ضمن المنهج، انما كان اجتهادا فرديا من أستاذ لغة عربية، بني به مستقبلا أدبيا جيدا لبعضنا. و هنا يمكن الاستفادة من هذه التجربة في المراحل الاولي من المدرسة، لبناء وجدان و ذاكرة بثقافة وطنية و ثقافة عالمية مختارة، تختار من عيون الادب العالمي، و تبني لنا شخصية سوية غير معرضة للانفصام و التلوث، و تبقي متينة علي مر الاجيال.
__________________________

Notes:
This article is from the Eritrean Youth Organization’s newspaper. It’s the Eritrean National Union of Youth and Students. On my weekly column on the Youth’ newspaper I wrote critics, and recommended using this educational system. It’s about fundamental educational reforms, fundamental languages, culture and art education.
How to talk? How to write? How to story telling? How to grow imagination and imaginary writing projects?
Jean Paul Sartre. Johann Wolfgang von Goethe. Albert Camus. Oscar Wilde. Mustafa Lutfi Al-Manfalouti. – The Picture of Dorian Gray. Novelist. Poet. Dramatist. Humanist. Philosopher.

Saturday, March 18, 2006

كرن الطفولة و العصافير و الندي

حينما كانت الأيام طيبة.. و كنا ممتلئين بالعصافير و الندي.. و الاطفال القادمين من متاهات السنين.. الي فجر يقين
أحيينا أول عيد للشهيد في كرن الطيبة عام 1992م.

و قد أقيم ذلك الاحتفال في موسم الفرح الممزوج بالحزن في كرن لاحياء ما تمثله كرن الرمز في كيان الثورة الارترية و لاعطاء المدينة الساحرة ما تستحقه من ذلك الأريج و النقاء الثوري.

و كانت كرن "مسعودة" بتلك الطفولة والعفاف و هي تمد يدها الرقيقة بوردة بيضاء من شجيرة الورد الايطالية الفواحة.

و حتي الآن، ما تزال تلك الوردة البيضاء ترقد بين صفحات كتاب.
___________

هامش
كرن - عاصمة اقليم سنحيت الارتري و بؤرة ثورية كانت أيام النضال حيث لعبت عمقاً إستراتيجياً مع بارنتو و أغوردات نحو السودان.

Sunday, March 12, 2006

خـلــــق


هلا جمعت للسري عطرنا
بجوف الماء سيدتي
يذيبك قطرة
و يطلقني أنا
... أسقنيه
هذا العشق يطلع
طفلا بعمر السدم
يطلع تمرا
و يطلع "جدولا
يرمي ثمار الرجاء الدفين
برحم السنين
و بعث الملأ

مجلة - أفكار- الأردنية العدد 53 آب 1981م
”Afkar” a Jordan magazine for art and culture.
تقرأ "السري" بضم السين و فتح الراء

Thursday, March 02, 2006

في حضرة الطلق الثالث


غريب هواك
و في احضانه تنهض "الخرطوم
طفلة
يداعبها النسيم الرقيق
فتخطف من خديه قبلة
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
يغني لك "الازرق
منذ ميلاد السنين العذاري
و كان يحت الصخر
و يدمي
و كان عظيما هواك
و كان نشيج العشاق السكاري
يسيل الطمي بجانبيك
و يدمي
أيكون ابتعاث هواك
نارا و ظلما؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أحط عليك ازار التصوف
و فيك اتحدت
فيك عليك اتحدت
فكيف الخروج منك
و من طوق الحديد المحمي؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أهذا هواك تقيأته السنون؟
أكلته" البراغيث"؟
تداعي عند جدار السجن الرهيب؟
أم "الابيض" ثار علي أخيه
فلفظته سما؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أيكون اللقاء حراما
و فيك اللقاء
و السحب الباكيات
و "شندي" الحديد
و النار "المتمه
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أحط عليك غريبا
و أروح عنك غريبا
و أجئ اليك حبيبا
فاردا شلو القصيدة
فأين البنون؟
و أين أين الحرائر؟
و أين "عازة
ترمي للغريب البشائر؟
أين الغناء الرفيع
و فيك اتحدت
فيك عليك اتحدت؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لابد ان "الازرق" حمل الحديث اليك
فهو عاشق
و ابتدار الحوار في عينيه
جد حارق
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ينادي الفضاء الفسيح
بطهر الوشائج
و كان هواك ينادي
ينادي
ينادي
فما هب ناد
الا ليؤذي هواك
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
هوي يضيع كثيرا
و يبقي هواك
ينادي علي الطريق
الحريق
الدوي الرهيب
و يبقي هواك
يجافي مجافي
عميق الجراح
و يبقي هواك
تبيع الحبيبة
شرع الحبيب
و يبقي هواك
.......
........
........
أخاف عليك
بعمق الطريق
تضيع خطاك


الوطن الكويتية 1980م

Tuesday, February 28, 2006

تماســــــــك


فاتحة
حملت هواك جرحا شقيا
انتبذت به مكانا شرقيا
فطلعت من هواي زهرة
خجولة و لغة حييه

تطلعين من رماد عشقنا
الذي اكتوت بنيرانه صدورنا
و تفتحين صمتنا
و تصمتين صمتنا

- صمتنا لا يكون غير صوتنا

و تنزلين الربوة الفيحاء
واد الزرع
و العقيق
"انت، نحن" لي "بنا"

اختيارك العظيم سوسنه
الشمس برتقالة
و نحن في مدار عشقنا
سطوة
تصاعد
تصاعد
يدير الالسنه

طيفك ال"وهب"
فعلنا ال"ذهب"
رائع، مشاغب
و ثورة غضب

و نحن في انتصار عشقنا
و نحن في "نضجة" السنا
و نحن في اختيار السوسنه
صحوة
تزامن
و فكرة تصب ازمنه

الكويت – 27 اغسطس 1980م

Monday, February 27, 2006

شـــــجن العشــــيات و الثـــــورة

شـــــجن العشــــيات و الثـــــورة

- 1-

رجال يأتون
كالأفراح كالصباح
كتلاحم العشق في العيون
نمد الايدي نصافحهم فجأة
نملأ الاحضان منهم فجأة
نأخذ الفلاح عنهم فجأة
و فجأة … يتبخرون

- 2 -

تتمزق فينا الأفراح
رمال الجزيرة ما تفتأ
تسألنا
عن المواقيت
حصي تلقي و دوائر
حزن تتوالد، تكبر، تنداح

- 3 -

نحن و اليم في سفر
عشية الوجوم
الي لغة بالداخل
للعشيات الحزاني
و العشق المظلوم

- 4 -

تفتحوا للعمر بين احضان الشجون
وجعا
عمرا
جمرا
الها يتنزي عرقا
عرقا
نارا تحمر العيون

- 5 -

من عمر الجراح التي في بالنا
عمر المتاريس
عمر الفراديس
عمر اصطباح الارق المجنح
اغرس "لبلابة
بين النخيل
اغرس ضوءا يضج، حلاوة
عشقا ينز، شقاوة
و تقحما

- 6 -

انا قد نذرتك لليما…مات
تعانق الاجواء
تنهال كالمطرِ
تنقر علي صدري
بعض تحرق الشجر

- 7 -

ها انت ترتحلين
و النسائم
يغرسن ميعاد حضورك
في جسدي
ميقات سوسنة و سنا
و التمائم
تسفط العمائم

- 8 -

افتحي للحزن مجالا
للفراديس
للمطر
ففي بال الشجن المدجن
أغنية
الله، يا ليل العشق
و السهر
__________

هامش مثل سهم في القلب
أغنية لعبد الخالق محجوب و آخ… آخرين في الوادي الحزين لم ينعموا بفجر بعد
لابد من قراءة لهذه القطعة بالشكل

الكويت 23 يوليو 1980م

Sunday, February 26, 2006

نمـــــولي و الحـــــب العــــــذب


اليك الحب يمشي
و النضار العذب يا "نمولي
غابة السحر و الريحان
و الابنوس
و احلام تعارك وهدة السبلِ
متي و بعض الحسن فينا
و في الروابي عسل من القبلِ؟
نيفا و عشرين يا "نمولي
يطاولك الليل بالتساءل
يغري فيك بالطلل
فتبعثين السحر ايقاعا
في رعشة الخلخال و الخصلِ
و ترسلين الحب ارباعا
فتحمله علائل بحرنا الجبلِ
للحاسبين الدنيا اشباعا
من الاحلام و الحللِ
كنا وهبنا نضالنا باعا
فذروه نهب الريح و الاجلِ
نيفا و عشرين يا "نمولي
أنا أحبو...
أنا أحبو...
متي تصلِ؟

هامش
علي الحدود السودانية اليوغندية أقصي جنوب السودان تقع "نمولي". يمر بها بحر الجبل ذلك النهر الذي يحمل المياه من بحيرة فكتوريا. ذلك النهر يحمل بدوره كثيرا من المفاهيم و العلاقات الافريقية. من هنا فهو يكتسب رمزية عميقة عمق هذه الجذور

الكويت – 1980م

Saturday, February 25, 2006

اسميك السامبا اسميك الحقل

لم اكتب اسمك في الزمن الراحل
في الارض
الساكن في الوطن المتشقق
لم اكتبه في النيلين
و كيف العشب الاخضر
ينمو في الوجهين
يرشف فوح البن الحبشي
و يرقص في لهج الطبل الوثني
يا "سامبا" الوجه البحري...
و اليوم تذكرت / بعد، لم أعد ألقاك
الوجه الطلق، الاسمر طفل
و الصوت حمامه
و البسمة حقل،
لأطفال النهر الآتين
في حفل "السامبا"
في عرس القرن العشرين
يا طفل النهر الصوفي

الوطن الكويتية – فكر و فن – الجمعة 26 مارس 1982م
I call you”Samba”, I call you”the Field”!

Creative nature in this piece of art goes beyond the alphabet of the Arabic language and marries to a kind of surrealism. It sings the ties between the people of the Nile Valley and the Read Sea, though it concerns a Nubian girl the writer loved in the early eightieth, when they both wrote warm feelings and concerns about art.

Friday, February 24, 2006

هــــواك يــــــدق الآن


اعرف حبا
يرقد بين الجرح
و بين الوردة
يسكنني الموج
و يعلو بي
حتي لكأني بين الموج
و بين البردة
أعانق بدء الاشياء
و ازيح ستارا
لحياة الكائن بين الدم
و نبض الماء

أهواك؟...
الله! يا ويح الحب
يا غاليتي
اذ ان هواك يعلمني
كيف اكون الوطن الراقد
في المجهول
يعري وجه براءته للناس
فيذبحه الناس
و يذبحه السلطان
و أدري ان الجرح
يرقد بين ثياب النهر
و هتاف الطلبة في السودان
و أدري ان الزمن الوحشي
تكسر بين حرارة جسد الغاب
و بين شعاب البوح الاول
في امدرمان

جبار هذا المد الضارب
في عنف
جدار الغبطة و القضبان
جبار هذا الألق النابض
في النيلين
في الأعشاب
و في الأغنام
و في الحيتان
جبار حتي نخاع العظمة
ان اهواك
اذ ان الموج
يقبل شاطئ
و يودع شاطئ
و يعود لشاطئ
فينهض وعد
ينهض شوق
ينهض عسل
في الشطآن

اليوم هواك اعاد المجد و عانقه
و "حلمني" –
ان احمل هذا الجرح
ان اشهد ان الوردة
ولدت
طفلا
كبيرا كان كجرح في الوجدان
بندول الساعة يدق ال
........
. آن

الوطن الكويتية – 23 فبراير 1982

Thursday, February 23, 2006

Warm Invitation!

You're WELCOME to join "Sudanese Art" and be our "Sudanese Art" Friends.
You're WELCOME too to send "Sudanese Art Blog" to your friends to read it or join us too.
You're WELCOME to bookmark "Sudanese Art Blog".

1- To perform the first act fill this simple form at:
http://www.hoa-politicalscene.com/hoas-poets-project.html

2- To perform the second act fill this form at:
http://www.hoa-politicalscene.com/hoas-cultural-project.html

3- To perform the third act press Ctrl and D at the same time.

This warm invitation has invaluable set of GIFTS for you and your friends.

يقــين النـزعة الاولي


حملتك في ينابيعي غناء
وودا كان مأمولا
أيا من انت في شغفي
يقين النزعة الاولي

خرجت من الاجداث في بعث
تعيد العشق موصولا
تجذرت في عنق الاحزان
جرحا كان مجهولا

يا "نويهض"
ما لهواك من نزق
متي يكون العشق مسؤولا
سل الأهلة في منازلها
فللأهلة وحي كان مأمولا
و فيها يقين مؤتلق
يعاين في ربي اوطانه الهولا

كم نزحت قلوب لها
نحو شرافة عشقنا الاولي؟

^^^^^^^^^^^^
يا "نويهض" لا تلم
فرؤية الاوطان في عشقنا اولي
اوطاننا اكبادنا فكم صوله
تجول في ربوعها طرا
و تجعلها "لا قوة ولا حولا"؟
فكم تاهت مرابعها؟
و كم قد تبتغي المولي؟
لولا ألم يداخلها
لضاعت بيننا الدولة

الخميس 5 مارس 1981م الوطن الكويتية / ملحق/ الهدف

Copyright© Khalid Osman

Friday, January 20, 2006

Travelling to Recognize Others' Art Works!

This is my best time to travel to explore the beauty of the Earth, have that nice kids fun, meet beautiful people and recognize others' art work.

So, for all those collective purposes, Sudanese Art will witness new development starting from February.

Happy 2006 to all.

Social Bookmarks