Friday, June 16, 2006

كلام الرصاصة المبصرة

8- حليمة و عادتها القديمة

في إحدي دول الخليج اعتاد بعض التقدميين العرب علي سؤالنا حول الكيفية التي تتحول بها الثورة الشعبية في السودان في كل مرة الي مصالح حزبية، او انقلابات عسكرية. خاصة و ان تلك الثورات تقوم دائما تحت شعارات تقدمية! و أمام السؤال الكبير لم يكن هناك، و في تلك الدولة الخليجية، ما يمنعنا من الإجابة الشافية علي سؤال بهذا الحجم، حتي ان بعضهم سارع الي نصحنا بعدم التسرع في العودة الي السودان، في اعقاب الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بالديكتاتور نميري، متعللا بان تلك الإنتفاضة ربما تتحول الي – انتفاخة -، او حتي ربما تكون إنتفاخة بحق، و كأنهم قد قرأوا المستقبل

و كانت العلاقة بين السؤال و النصح واضحة، الا ان بعضنا تعامل معها بروح سودانية لا مبالية، بل لا تفكر أصلا في ان يكون إبتلاع الإنتفاضة أشد قسوة من الإبتلاعات السابقة

و كانت مثل هذه الروح، هي التي جعلتنا نغض الطرف، عن العمل الكثيف الذي كانت تقوم به جبهة الدجال، علي أكثر من صعيد داخل و خارج معظم المؤسسات التي قامت في الديمقراطية الثالثة. ليس هذا فحسب بل تعمل داخل الوطن و خارجه، و تبني علاقاتها الايدولوجية مع رصفائها في الخارج، و تهيمن في الداخل علي منافذ الاقتصاد، و تجميع الكوادر و تهيئتها و تسليحها

و كنا نظن ان الديمقراطية تلك المرة سوف تسترشد بما مضي، و ان مؤسساتها يمكن ان تحبط اي عمل تآمري، حتي كان الإنقلاب الصوري، الذي سبق إنقلاب الجبهة الترابية

عندها أفقنا من ذهولنا، و لكن كان الوقت قد تأخر، و كانت المؤسسات المعنية تصر علي النوم بعين واحدة، ربما ليعود فيتم من جديد ما كان قد تم بالأمس، علي طريقة حليمة السودانية التقليدية، و كأن المصالح واحدة!......وا.....ديمقراطيتاه_________________________________________________

No comments:

Post a Comment

Please do not abuse comments. I will delete any abuse and ban the abuser. Be nice and do not post irrelevant content. This is not a just me too blog. Thank YOU.

Social Bookmarks