Sunday, April 23, 2006

Vincent van Gogh


لقد تساءل عن الشئ الذي يتجاوزه في الداخل في ذات الوقت الذي كان يحس فيه بالإجابة تسكن هلامية داخله، لذا كانت هذه الإجابة تخرج حارة في اللوحات التي كان يرسمها ليفض تلك الهلامية. ان الاجابة المباشرة علي السؤال تجعل الأمر يبدو عاديا فتقتل فيه روح الابتكار. لكن الفنان كان يجيب علي هذا السؤال و غيره بالفرشاة و الألوان في عالم يفتقد الصدق و الحدس الصادق

الحذاء الذي تابع به هذه المشاوير و لم يحفل به أحد قفز في اللوحة الأخيرة علي الكرسي، و هو مكان جلوسه. ألا يتضح الأمر الآن؟ و الشمعة كنور يدل علي الحقيقة و المعرفة و التضحية يضعها الي جواره قبل ان يخرج الي الحقول. ألا يتضح الأمر أكثر هنا؟ و القمح، هذا دليل آخر علي صفاء نفس الفنان الحزين، فقد كان صامتا صبورا في حزنه

ان دلائل المأساة في الحذاء تحتك بالمهزلة و السخرية في ذات الوقت فتكتسب بـعد اللاجدوي (ارجع لتقرأ الكلمة – بعد – بالضمة علي حرف الباء. آسف إذ ان الكيبورد ليس به أدوات التشكيل) هذا البعد الذي أطلق رصاصة أودت بحياته وسط حقول القمح – المعني الطبيعي – القمح رمز القوة و الخصوبة و الثورة

كان يعشق السنابل الذهبية و يرفع بصره الي السماء لتملأ الشمس عينيه كما تفعل زهور عباد الشمس الذي كان بدوره موضوعا حميما له. العلاقة بين الشمس و عباد الشمس و القمح علاقة حياة و دفء، و تلتقي هذه العلاقة بـ- الصفاء و الثورة و الحقيقة – و هي رموز اخري، تلتقي و تتلاحم داخل الشاعر الرسام أو الرسام الشاعر لا فرق، إذ انه كان يرسم شعرا، و يشعر رسما، بمعني ما يلتقي و يجمع بين هذه الفنون في البؤرة الإيحائية

لقد كان فان جوخ يدرك كل هذه العلاقات الحيوية و هي التي دفعت الدماء في لوحاته، الا انه غلب (بضم الغين) علي أمره و أختار ان يرحل عن العالم و كأنه كان يقول بذلك – زيفتم و صدقت، و مع هذا عشت تعيسا. أتعلمون هذا الحذاء يقف أمام كل معتقداتكم الزائفة. هذا الحذاء الذي يركل الحجارة و يدوس علي كل القاذورات و الأكاذيب التي تغلفكم –

مات فان جوخ فقيرا بينما بيعت خطاباته لشقيقه ثيو بـ 40 ألف فرنك و اغتني الورثة من بيع فرشه و ألوانه. و بقيت لوحة الكرسي و الشمعة و الحذاء ليدرسها طلبة الفنون الجميلة في باريس و موسكو ومدريد

رسم الحقول و الطبيعة. و لم يكن يحب اللون الأسود فلم يستعمله حتي لا يحصر ألوانه. و كان يرسم النجوم تضئ السماء و الناس في – ارل – يذكرونه في فخر لأنه كان يعبر عن بؤسهم و علاقاتهم الانتاجية البسيطة الحميمة. لم لا و هو الذي قال عن نفسه: أحيانا رغم حيرتي أحس بانني اعرف تماما ما أريده، فانا ذقت العذاب و أحب ان تحمل لوحاتي كلمة عزاء لهؤلاء الذين يعانون الألم مثلي
__________
Vincent van Gogh. See some other pages about this artist and his fine art gallery at the link above when you click on the headline.

No comments:

Post a Comment

Please do not abuse comments. I will delete any abuse and ban the abuser. Be nice and do not post irrelevant content. This is not a just me too blog. Thank YOU.

Social Bookmarks