Monday, June 12, 2006

أدبيات النكتة السياسية

...
و لما لم يكن هذا الإنحطاط وليد ليلة و ضحاها، بل خطط له طيلة الحقب الديمقراطية و العسكرية، التي عملت فيها الجبهة الترابية علي تغذية جسدها – حتي الذنب -، حتي وصلت الي درجة التخمة الآن، فان شعبنا تشبع بالجوع و الفقر و المرض، مثلما تشبع بمراقبته لنمو الجسد الترابي. و عندما يلجأ شعبنا من خلال هذه التجربة الي المقارنة بينه و بين الترابيين، فانه يتشبع في رصده لهذه المأساة / الملهاة بأعظم معرفة و تجربة انسانية، تمده بالكثير من الأشياء، حتي النكتة السياسية. لذلك فقد صار يحذقها، يطلقها كيفما اتفق، أينما اتفق، حتي وصلت هذه النكتة في خطابها السياسي، حد الفجيعة الذي قلنا عنه

فهذه الفجيعة جعلت الشعوب هنا و هناك ترثي لحالنا، و كأننا في وجودنا الراهن، قد استحلنا واحدة من هذه الحضارات، التي سادت ثم بادت

-4-

ذهب ثعلب و كلب الي البشير ليطلبا منه تأشيرة خروج تمكنهما من العمل في الخارج بعد ان ضاقت الأحوال. و في الطريق صادفا حمارا فقالا له " يللا معانا ". و في القصر الجمهوري سألهم البشير " عايزين شنو ؟" فقال له الكلب " ما لاقين شغل هنا غير النباحة، أدونا تأشيرة نطلع من البلد دي ". و قال له الثعلب: " شيخ الثعالب ما خلي لينا شغل عشان كدا عايز أهاجر أشتغل ". و إلتفت البشير الي الحمار و سأله: " و انت كمان عايز شنو؟" فأجابه الحمار: " أنا زي زيك جيت معاهم و ما عارف أي حاجة

هذا عمود صحفي متسلسل يعتبر أول عمود صحفي من نوعه للنكتة السياسية منذ زمن طويل ينشر في فجر الثورة. ابحث الآن عن بقية الأعمدة التي أبدعتها في هذا الاطار لنشرها

فجر الثورة – العدد العاشر – السنة الثانية – 25 يونيو 1997م
________________________________

No comments:

Post a Comment

Please do not abuse comments. I will delete any abuse and ban the abuser. Be nice and do not post irrelevant content. This is not a just me too blog. Thank YOU.

Social Bookmarks