Sunday, April 30, 2006

فان جوخ

و هذه إجابة من ناحية اخري علي سؤال التجاوز

فان جوخ إلتقط –جاشيه- من الرصيف و أعطاها المأوي و لم يخف علي سمعته حين استقرت معه و لم تصدق فعادت الي حياتها الاولي. و حين ثار في وجهها: ما الذي تطلبينه برهانا لحبي؟ قالت و كلماتها تصفعه: أذنك الكبيرة. فقطع أذنه و قدمها لها إلا انها وصفته كما وصفه الاخرون بالجنون. لكن صديقه و طبيبه المعالج الذي كان يجلس امامه ليرسمه كان يدرك انه صادق و عاقل في عالم يفتقد الصدق و العقل

يقول فان جوخ عن نفسه: انا ابحث عن حقيقة اكثر صدقا من الواقع
في الريف الانجليزي حمله حذاؤه الي –كي- فأحبها و رفضته

حروف فوق النقاط

يقول فرانسيس عن جوخ

فكرت انت ففقدت الوعي و هم يفقدون الوعي حتي لا يفكرون
لقد اردت ان ترسم الليل بضوء شمعة علي رأسك و هم يعيشون الليل ليهربوا من النهار فالشمس التي إمتلأت بها عيناك تصيبهم بالذعر

اردت انت ان تبحث عن الحقيقة و مت من اجلها و هم يرفضون اي حقيقة ليعيشوا
هم يقولون توجد حقيقة و لا يوجد صدق و لا يوجد واقع، توجد فقط اللحظة التي نعيشها و جعلوا يطيلونها بالمخدرات
انت اردت ان تدفن آلام نفسك في جسد إمرأة عرفت الألم و هم يتجردون من العواطف و يخلعون احساسهم مع ملابسهم في نفس اللحظة و بنفس السهولة

و تمتد هذه الـ - هم – عبر الازمنة. هذا حالهم في زمن القواقع و الصراخ و كثيرون هم الذين يقتلون فنا صادقا باسم فن كاذب و يقتلون جمالا بدعوي حب الجمال و يدوسون وروده بدعوي الانتشاء السالب و الذي يسمونه بالعصرية
يوسف فرانسيس قدم لنا لمسات من الذوق الرفيع بلغة جذابة موشية برسومات رائعة تفتح لنا مجلا للنقاهة في – زمان العمليات المستعجلة – فنعانق هذه الاصداء في مسيرة الفنون الجميلة
___________________________________

Notes:
الطليعة الكويتية – 654 –11-06-1980م

Sunday, April 23, 2006

Vincent van Gogh


لقد تساءل عن الشئ الذي يتجاوزه في الداخل في ذات الوقت الذي كان يحس فيه بالإجابة تسكن هلامية داخله، لذا كانت هذه الإجابة تخرج حارة في اللوحات التي كان يرسمها ليفض تلك الهلامية. ان الاجابة المباشرة علي السؤال تجعل الأمر يبدو عاديا فتقتل فيه روح الابتكار. لكن الفنان كان يجيب علي هذا السؤال و غيره بالفرشاة و الألوان في عالم يفتقد الصدق و الحدس الصادق

الحذاء الذي تابع به هذه المشاوير و لم يحفل به أحد قفز في اللوحة الأخيرة علي الكرسي، و هو مكان جلوسه. ألا يتضح الأمر الآن؟ و الشمعة كنور يدل علي الحقيقة و المعرفة و التضحية يضعها الي جواره قبل ان يخرج الي الحقول. ألا يتضح الأمر أكثر هنا؟ و القمح، هذا دليل آخر علي صفاء نفس الفنان الحزين، فقد كان صامتا صبورا في حزنه

ان دلائل المأساة في الحذاء تحتك بالمهزلة و السخرية في ذات الوقت فتكتسب بـعد اللاجدوي (ارجع لتقرأ الكلمة – بعد – بالضمة علي حرف الباء. آسف إذ ان الكيبورد ليس به أدوات التشكيل) هذا البعد الذي أطلق رصاصة أودت بحياته وسط حقول القمح – المعني الطبيعي – القمح رمز القوة و الخصوبة و الثورة

كان يعشق السنابل الذهبية و يرفع بصره الي السماء لتملأ الشمس عينيه كما تفعل زهور عباد الشمس الذي كان بدوره موضوعا حميما له. العلاقة بين الشمس و عباد الشمس و القمح علاقة حياة و دفء، و تلتقي هذه العلاقة بـ- الصفاء و الثورة و الحقيقة – و هي رموز اخري، تلتقي و تتلاحم داخل الشاعر الرسام أو الرسام الشاعر لا فرق، إذ انه كان يرسم شعرا، و يشعر رسما، بمعني ما يلتقي و يجمع بين هذه الفنون في البؤرة الإيحائية

لقد كان فان جوخ يدرك كل هذه العلاقات الحيوية و هي التي دفعت الدماء في لوحاته، الا انه غلب (بضم الغين) علي أمره و أختار ان يرحل عن العالم و كأنه كان يقول بذلك – زيفتم و صدقت، و مع هذا عشت تعيسا. أتعلمون هذا الحذاء يقف أمام كل معتقداتكم الزائفة. هذا الحذاء الذي يركل الحجارة و يدوس علي كل القاذورات و الأكاذيب التي تغلفكم –

مات فان جوخ فقيرا بينما بيعت خطاباته لشقيقه ثيو بـ 40 ألف فرنك و اغتني الورثة من بيع فرشه و ألوانه. و بقيت لوحة الكرسي و الشمعة و الحذاء ليدرسها طلبة الفنون الجميلة في باريس و موسكو ومدريد

رسم الحقول و الطبيعة. و لم يكن يحب اللون الأسود فلم يستعمله حتي لا يحصر ألوانه. و كان يرسم النجوم تضئ السماء و الناس في – ارل – يذكرونه في فخر لأنه كان يعبر عن بؤسهم و علاقاتهم الانتاجية البسيطة الحميمة. لم لا و هو الذي قال عن نفسه: أحيانا رغم حيرتي أحس بانني اعرف تماما ما أريده، فانا ذقت العذاب و أحب ان تحمل لوحاتي كلمة عزاء لهؤلاء الذين يعانون الألم مثلي
__________
Vincent van Gogh. See some other pages about this artist and his fine art gallery at the link above when you click on the headline.

Saturday, April 22, 2006

فان كوخ

قراءة في رحلات "الحب و الجنون" ليوسف فرانسيس
جزيل الشكر للفنان المصري يوسف فرانسيس علي تعريفه لي كقارئ له بهذا الفنان الهولندي منذ أكثر من خمسة و عشرين عاما
الشمس التي إمتلأت بها عيناك تصيبهم بالذعر

كان يوسف أديبا و فنانا مهتما و ممتلئا بهذا الهاجس الإبداعي السحري. بل ان هذا الإهتمام هو الذي دفعه حين كان في اوروبا ليدخل ذلك الجو المنغوم و الذي تختلط فيه الموسيقي بالرسم و الشعر ليمتد من أنامل الموسيقي البولندي التعيس شوبان و ريشة دي لا كروا و حرارة العشق اللاهب جورج صاند و تأثيرات بيرون في الشباب من حركات الهيبيز الي أحلام أصغر بورجوازي في أي قطر عربي

و ينتقل الي بيكاسو و جنون السبعينات... هذه الريشة التي اوجدت مساحات من الإبداع بين التجريد و التأثيرية و التكعيبية و صراع زوجاته و عشقه الأخير لفتاة تصغره بنصف قرن و... حتي قال: في داخلي شئ يتجاوزني. تري ما هو و إلي أين يقودني؟

هذه العبارة الأخيرة تفتح الطريق الذي سلكه الفنان الهولندي فان جوخ و تحدد العمل الأخير الذي رسمه و الذي يمثل حذاءه علي كرسيه، و تجيب علي التساؤل الذي تركه سلوكه الأخير، بعد ان رسم ذلك الحذاء علي الكرسي ووضع الي جواره شمعة، ثم خرج الي حقول القمح، و دوت رصاصة أودت بحياته.

ماذا أراد فان كوخ ان يقول؟ و لماذا انتحر؟ الإجابة علي هذه الأسئلة تمر عبر رسمه الأخير و من هذه المؤشرات تأتي الإجابة. الحذاء كأقل شئ يملكه الانسان و أهم شئ و اتفه شئ في نفس الوقت يصير موضوعا اخيرا و مادة متطورة عند فان جوخ. لكنه الموضوع الاول في مسيرة حياته، فقد قطع به مشوارا طويلا و هو لا يملك نقودا... دخل به مناجم الفحم ليعمل و سعي به ليساعد المرضي بعد ان تخلي عن العمل الكنسي فكتب عنه الرهبان تقريرا يقول بـ " ان الراهب الشاب ينقصه إتزان الراعي الصالح" فقد كان ابوه الراعي في "جدوت لاندرت" يريده ان يصبح راعيا مثله

و دفع ذلك الحذاء الشاب الصامت كما كان يطلق عليه كلقب، دفعه عبر طرق طويلة ليعمل بائعا في محل قريب له لبيع اللوحات. و لما كان بطبيعته التي تميل للفنون التشكيلية و حاسته الفنية المبكرة يعرف اللوحات الجيدة و يفرق بين الأصيلة و المزيفة فقد كان يقول الصدق للمشترين عندما يسألونه. و لذلك طرده قريبه ليحمله حذاءه الي أمكنة جديدة في بحث جديد عن قطعة خبز في مكان طيب حسن الإضاءة

و هكذا هاجر معه ذلك الحذاء الي باريس. و في "مونمارتر" و "سان جرمان" رأي المعارض تقدم فنا مزيفا، و مقلدا مصبوغا، فتألم لذلك الواقع الما شديدا. و في الفقر عاش يدخر النقود – صبرا علي الجوع – ليشتري بها ادوات الرسم. كان أحيانا يجوع اسبوعا ليستضيف صديقه الفنان – غوغان -
______________
You can see some of Van Gogh arts here at http://love-problems.blogspot.com
or at the link on the headline if you click his name.
Montmartre in Paris. Saint Germain or St Germain. Van Gogh and Paul Gaugan as friends. When the two artists' friendship had begun? Egyptian fine art artists. Yousif Francise.

Sunday, April 16, 2006

ولادة ثانية للشجرة

تموسقك الليالي الضالعات
في عنق الفرح البهي
الساجعات في محاجر العيون
و تخرجك...
إلي حيث اني فتحت لك
فتحا مبينا
يرقص النهر عجزا و صدرا
_____________

Wednesday, April 12, 2006

مقاطع من قصائد بغدادية


اني رأيتك لحظة الولادة الأولي
طفلا بلا جسم
يبتسم
تمشين فيا من الرحم إلي الرحم

عابد يعانق لحظة التوافق
بين البقاء و الأفول
وددت بحق البشري ان أقول-
لكنما الجراح تغسلني
فأعلن القبول:
الشجرة و الخطيئة
توأمان
_______
I don’t know why I’ve renamed these verses from a long poem called “Second Birth of The Tree”, “Baghdadi Verses?”
It might be because of the fact that the first art and poetry media source published them was “Al-Taliaah Eladabiah” during Ahmed Hassan El-Bakir reign.
It was though for my country as I wrote it there that time, before fleeing the second dictator Jafar Numeri.

“Second Birth of The Tree” has its own philosophical orientation in regards to the beginning of the human beings, the creation of the World and the second life.
______
لست أدري لماذا اخترت هذا الأسم لهذه المقاطع من ملحمة كتبتها للوطن في الوطن؟ ربما لأن أول مجلة نشرتها و ألحقتها بنقد في العدد التالي هي مجلة الطليعة العراقية أيام أحمد حسن البكر

Sunday, April 09, 2006

علي جرحي حمامة


- تكوينات إنبعاثية لوجه الوطن... للشهداء علي أبواب الذات و للعشاق المنهزمين -

جواب الآفاق:
فلتفتحوا جواب الآفاق
اني افتح عشقا
يطلع قزحيا
حراق
نيليا
يلثم بطن الوادي
جنينيا
يتسامق نخلا عربيا
صحوا دفاق

اني آتي
الخيل تهتف طربا
تحملني
أرفع سيفي مبهورا
يصافح ومض البرق
يشاغب، يردي
زمنا فتح الجرح
تبجح
سارق وطنا
غولا يلتهم حكايات الاطفال
شبحا يتقزم كالقردة يدخل من شباك
الدار
"يلهو بحقوي انثي"...

رفقة:
اعطني كاسا من غضب
أيها النادل
ثم فرقع المدينة
فينا من باع رداءه
"رفقة دار أبي
مهدي
منفاي
و مملكتي"
طرقات باعت وقع حذائي
حبيبة عشر باعتني عشرا
فتحت أبواب لفظتني
جرحا
عظما
أطلالا
تعتنق الطرقات
علي كتفي جرح غائر
حد الصدر
و علي جرحي حمامة

منولوغ:
ما شئنا او شاء القدر
او أبينا
لكنما النادل و المدينة
رفقة حزينة...
ما شئنا او شاء القدر
او أبينا
لكنما النادل و المدينة
رفقة حزينة...
ما شئنا او شاء القدر
او أبينا
لكنما النادل و المدينة
يبثان في المدي رفقة حزينة...
______________
هامش: مجلة أفكار الأردنية 1981م
Afkar - Jordan
I wrote some of those verses during the time that I fleed my country to be jongleur, and explore the world, meet Ahmad, Christian, Jonthan and Shaowl to share the same free and peaceful thoughts about the World.
I like the Jordan almond. I like to send josh sometimes. I like people and I like to live among lots of nationalities, but not jostle.
I like the "J" character in this alphabet very much.

Saturday, April 08, 2006

الشمس... البحر... العرس


(قصيدة للوطن المستحيل)

يا قصيدة
تخرج طازجة وئيدة
من تبر تبري
و نار ناري
و أفياء مشاعية بعيدة
لك قد مشينا
فراعنا ان البحر سر
قد هوينا... فهوينا
في لجه الصخاب فينا
----
تتبعنا
فلولا في انتصار الصحو
شدنا بأسنا
ألقا يشد النفس للزهو
و بالزهو مشينا
----
و احترزنا
و شددنا العزم
ان نلثم جبين الشمس
ان نفتح يقين النفس
ان نشهد نزوع العرس
يلقي أفياءا علينا
----
ما علمنا
ان فينا رجل يشد
الشمس للبئر
يغطي البئر بالآجر
لتبقي طي الغيب
لا تطلع لنا حاضر
فتعمينا
----
تتبعنا
فلولا تقتل الماضي
تؤتم الحاضر
رعاديدا تتبعنا
شياها تتبعنا
جووفا بلا معني
تتبعنا
و ما علمنا... انهم فينا
______________

Tuesday, April 04, 2006

آدم جديد

آتيك في اليوم الذي خط الغرام به
حلما بدار الشمس
يا نشوة الألق المقرقر
في إفترار الهمس
يا بعض "تاجوج
لا تفرزي
حكاية الذي أمضه الغرام
بين شعرة و شعرة
يرفض الفطام
لا تصدمي الرياح
لحظة الشقاء و التعب
لا تجهشي، زمان إرثنا
في الموت و الشغب
زمان آدم جديد
يرفع الأكف كي يفل
ما يفله الحديد
لكنه يمتص كالحساء
في يومه البليد
الشغب
التعب
و الرحيق
"يا جدولا غنائنا العميق
يا خليل، يا رضي"
يمد ليلنا حكاية الغريب
للغريب خصلة
و خصلة ينام في عيونها القمر
يمد إرثنا
و كلما انحني
في مطارف النزوع
و الشقاء
و الدموع
و السفر
أن اورغن
" يا أم احمد دقي المحلب"
_________________

هوامش: بيت الشعر بين قوسين للشاعر السوداني النور عثمان ابكر. و الخليل و الرضي من الشعراء المغنيين الذين عاصروا الحركة الوطنية في السودان و غنوا لها.
- المحلب، نوع من الحبوب العطرية تدق عادة و تخلط في الأفراح كختان الابناء و الأعراس.
_________________

Sunday, April 02, 2006

في العروق جذوة بديعة


في حنايا حبنا البدائي
نلتقي بدائيين
لنشعل المصباح
نحتلب
عصارة الجراح في الجراح
ننتقي
حسام الشمس حتي
ينهض الصباح
كطفل ياسمين
ممهورة عيونه
بلوعة الحنين
مفرهدا كالنساء في الربيع
و الربيع في النساء
و دفقة البخور من إناء
حبنا الحضور و البقاء
كطفلنا البديع
نلتقي و نفترق
لنلتقي و تحترق
يكون عطرك الحبور
في الليل الشتائي
يأخذني بعيدا
من منافي الصوت
من فيافي الموت
الي أنفاسك الحري
و عشقك البدائي
____________
26 أغسطس 1980م – الكويت – الطليعة

Social Bookmarks