Tuesday, June 13, 2006

كلام الرصاصة المبصرة

المستقـبـل لــن يـلــــدغ مــــــرة أخـــــري

في 25 مايو الماضي مرت ذكري إنقلاب مايو 25/1969م المشؤوم، و الذي أدي ضمن الظلم و الإجحاف و القتل الجماعي، الي التشريد الجماعي لأبناء شعبنا، حتي وصلوا الي أقاصي الأرض، بحثا عن الأمان و لقمة العيش، في أمكنة نظيفة، حسنة الأضاءة، عندما أظلمت أمامهم بلادهم و اتسخت

لذلك نقول ان عهد السفاح نميري يصبح أول عهد يمكن ان نؤرخ به للمنفي، حيث لم يسبقه الي ذلك نظام عبود الديكتاتوري قبله

هذا شئ، و الشئ الآخر هو انه، و إن كانت الأنظمة العسكرية تتشابه كثيرا، و تتحد في سياسات القمع و الإرهاب و التشريد، إلا ان النظام الإرهابي الشمولي الراهن، قد فاقها في هذه السياسات، حتي تخلو له و لمجايليه البلاد

و هنا وصل تعداد السودانيين في المنفي الي أكثر من 5 مليون سوداني. و لما كانت هذه الأنظمة الديكتاتورية الثلاثة تواصل إنحطاط الدولة و الحكم بعناد، فان جماهير شعبنا اصبحت تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضي، ضرورة التخلص من الديكتاتورية العسكرية الي الأبد

و لما كانت الأنظمة الديمقراطية الثلاثة، التي تخللت تلك الديكتاتوريات قد فشلت في رفع هذا الإنحطاط، كما فشلت في حلحلة مشاكل السودان، و جمدتها عند حد الديكتاتوريات السابقة، فان جماهير شعبنا تصبح اليوم أكثر من أي وقت مضي، مدركة لحيوية دورها التاريخي في تحديد من يصلح للنهوض بالحكم و الدولة من إنحطاطهما، و من يصلح لكي يعيد كل هذه الملايين المشردة في المنافي، لتشارك في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة

و ذلك هو ما سيحدده حديث التاريخ المقبل. و هو تاريخ لن نشك أبدا في نصاعته، طالما كنا نؤمن بالمستقبل، و ضمير الأجيال الناصع، و هذه التحولات التي أدت الي ان تصبح لغة الكلام، حرفا و كلمة و جملة، رصاصة مبصرة، تسهم في الوعي الحاسم، و تدرك هدفها قبل ان........ يفيق

فجر الثورة – العدد العاشر – السنة الثانية – 25 يونيو 1997م

* هذه المقالة القصيرة كانت ضمن المقالات الأخري أدناه تمثل واحدة من اربع مقالات كنت أكتبها في كل عدد متوهج من " فجر الثورة " قبل ان يتحول هذا التنظيم بدوره الي كرتون هو الآخر. و للتاريخ فان هذه المقالات الاربع في كل عدد و هي: افتتاحية الفجر/الثورة و كلام الثورة العاقلة، و أدبيات النكتة السياسية، و كلام الرصاصة المبصرة، كانت تأتي في سلسلة من الفهم النظري و العملي التنظيمي لرفع ثقافة الثورة و هي ثقافة تعلمتها من قراءاتي المبكرة في الستينات و السبعينات و مترستها بثقافة الثورة الإرترية. و لم أكن بطبيعة الحال لينين آخر مع احترامي الشديد لهذا النابغة الذي قلما انجب تاريخ الانسانية مثله، و لكنني كنت ببساطة شديدة و ما ازال ضد هؤلاء السلاحف و الديناصورات في الديكتاتوريات المتعسفة و الديمقراطيات الزائفة التي شبعت من كل ارثنا السوداني الأصيل في البراءة و النبل
_____________________________________

No comments:

Post a Comment

Please do not abuse comments. I will delete any abuse and ban the abuser. Be nice and do not post irrelevant content. This is not a just me too blog. Thank YOU.

Social Bookmarks