Thursday, March 30, 2006

شوق مكابر

أنسيت دارك...
أم كنت تسرق الليالي
ستارها القديم؟
يطلعك الصبار و العوسج
إمرأة تمد بؤسها إليك
و جذعها الشطائر
ديك الفجر يعلن الصباح
فيجرح النداء و الرياح
**
في كفك إمرأة
ما رأت غيرك في جرح الأشواق
حملت شبقها القديم
رسمت علي كفك رغبة
خالستك مغـبـة
ما أفاق العزيز علي الجنوح
إنشق الثوب أمامها
و تساقط الرماد...
غاب الحقل، الشوك، الظل
**
و ترحل في ثدي الجرح
تخرج عن صمت الذاكرة
تمشي حافيا إذ تستبيك
الخطي المهاجرة
ايان و الأفق مسرح
الذئاب المكابرة؟
تموت المفازة في خطي البرية
و الطير الطليق
**
مكان ضلعك المفقود
حديث الفراغ إليك
و صحوة المفازة تتسرب
بين يديك
و جرحك القديم يعود
كي تعود – أنت – إليك
___________
مجلة الطليعة الكويتية. العدد 651 – 14 مايو 1980

Wednesday, March 29, 2006

تلك حبيبتي

نأتيك فرادي
قبل الجرح فتفتحين
نحلم و تحلمين
نري منك ما يهز بوحنا
يندي جرحنا
فنهوي كالذباب مجندلين
**
وا أسفا
كم قتلناك و حملناك فينا
و بعثناك مع أحلامنا حينا
و حين البوح يغلبنا
بلا جدوي، نعود فنلثم الطينا
**
أرض ميعاد السنونو
و النورس الأزرق في عينيك
تلهمنا
فنودع فيها من ألق يهز النفس
يأسرنا
و نلثم فيها غار الصحو و الصحبة
و نحترق
و يطلع من قطار الهم مطعونا
بها الشرق
فيا ألقا يهز النفس يرميه بها حدق
حدث فأنت مؤتلق
تلك حبيبتي
و الناس تهواها و تسرقها
و تزجها في جمرها الملهوف يحرقها
و انت دون الناس تحترق
و يهوي من هوي انفاسك الشرق
حدث – أبيت اللعن، لا تلعن بها خاطر
فما حرقت مجامر حزنهم كافر
و لا راحت تنادي أفقنا الماطر
حنينا لإبتهال الضيف
تلك حبيبتي، أرحل إليها
رحلات الشتا و الصيف
أحادثها، أناجيها
أحدث عنها أقمارا
في الغربة تحرسها و تلهيها
و تدفع عنها شوك الورد
_____________
الثلاثاء 9 ديسمبر 1980م – الوطن الكويتية
_______________
Notes: Sudanese poetry, Sudanese poets, Sudanese writers, Sudanese journalists, Sudanese artists, and columnists. A Window to look and feel the essence of art and culture.

Monday, March 27, 2006

خــروج


أخرج من بيتي ممتزجا بالدم
الهاتف
"رقرق"
قطر
فجر
أوردتي
- استباح يقيني و عانقني -
أخرج عن جسمي أسرح ارصفة الطرقات
أهوي
أنهض
أمسك
أطلق
أبكي
أضحك
أصرخ
أهمس
يعتقني الخمر و ينثرني ذرات
أمتشق حسامي
ألامس جمرك سيدتي
يكتسب السيف لسان النار
أفرح سيدتي
أغضب
يعتقني الخمر و يجمعني
ألفا
باء
نجما
قمرا
شمسا
عشقا قزحيا
أين منامتي عاشقتي؟
____________

Sunday, March 19, 2006

ثقـافـــة وجــدان و ذاكــرة


* في الصف الرابع الابتدائي، و كنا بين العاشرة و الحادية عشر من العمر، اعتاد استاذ اللغة العربية، في حصص المكتبة، ان يتحفنا بقراءات من الادب العالمي. في ذلك الوقت تعرفنا علي اوسكار وايلد. و كانت صورة - دوريان جراي – ترسم امامنا آفاقا في العرض او السرد الروائي، بطريقة تلجم ألسنتنا، و تحبس أنفاسنا، فترات و فترات. و كانت تداعيات الاحداث و سردها يتبعنا حتي منازلنا، فنستعيد لذة المتابعة في الطريق، أو في الليالي القمرية، و نحن ننهي أو نستريح بين ألعاب "شليل" و "الفات فات" و "يا كديسة سكي الفأر" و هكذا.

* في تلك السن، و الفضل لأستاذ اللغة العربية ذاك، و حيث لم تكن مثل هذه الروايات ، ضمن المنهج التربوي، في تلك السن تشبعت الذاكرة بحلاوة السرد و الصور، و تداعي الاحداث، و جماليات لغة الترجمة اللبنانية و المصرية، و جماليات الصور، و سلاسة الوصف.
و لم يغب عن بالنا لا "البير كامو" و لا "جوته"، لا "المنفلوطي" و لا "سارتر". و كنا نعجب لذلك الشاب الوسيم الذي اتسمت أعماله بالقبح، حتي ظهرت علي المرآة قبيحة أمامه، فخاف علي صورته، و أراد تحطيم ذلك القبح فقضي علي نفسه.

و كنا نعجب بتلك الصخرة التي – و كنا وقتها معجبين أيضا بأفلام هرقل التي تعرض في السينما – تمثل أسطورة الصعود لوضعها علي قمة الجبل، فتنزلق الي القاع، فيعود البطل ليحملها مجددا الي القمة و هكذا.

* و كنا نعجب بـ – لقيطة - و بتلك – الفضيلة – التي كانت تجعل دموعنا تسيل مدرارا في حضرة أستاذ اللغة العربية، و الذي كان بدوره ينبهر في قراءته حتي لنكاد نري دموعه تقفز بغتة.

* و هكذا علقت بأذهاننا تداعيات و صور وسلاسة و بناء نفسي للشخصيات، حتي بدأ بعضنا يجرب الكتابة علي هذا النحو، و يستزيد من القراءات الخاصة، و ينوعها بالروايات العالمية و سلسلة - أولادنا – و ارسين لوبين و شرلوك هولمز، حتي استقام لنا بناء معرفي و لغوي، زادته الايام لأكثرنا منعة منذ ذلك الوقت، مما جعلنا نتنافس في القراءة و التأليف و الكتابة و النقاش، حتي وجدنا بعد قليل من الوقت ألقابا يطلقها علينا أستاذ اللغة العربية، فهذا "هتلر" و ذلك "السفسطائي" و ذاك "برنارد" أو "جورج" و هكذا....

* و بعد سنة تماما كان بيننا من يكتب أفضل قصة قصيرة، من مجموعة أندادنا في ذلك العمر. و كان بيننا من تم ترشيحه من جانب أستاذ اللغة العربية ذاك، ليكون كاتبا موسوما بحلاوة اللغة، و توالد الافكار و تداعيها، و منطق الترابط العضوي بين سلاسة الفكرة و سلاسة لغتها. و لم يخب ترشيح أو ظن الأستاذ.

* لبناء لغة و ثقافة نموذجية، يكون مفيدا اتخاذ هذا المنهج – القراءة و الاستماع و المكتبة – مبكرا في مرحلة الدراسة الاولي هنا، رغم انه في ذلك الزمن القديم، و هناك عبر الحدود، لم يكن ذلك ضمن المنهج، انما كان اجتهادا فرديا من أستاذ لغة عربية، بني به مستقبلا أدبيا جيدا لبعضنا. و هنا يمكن الاستفادة من هذه التجربة في المراحل الاولي من المدرسة، لبناء وجدان و ذاكرة بثقافة وطنية و ثقافة عالمية مختارة، تختار من عيون الادب العالمي، و تبني لنا شخصية سوية غير معرضة للانفصام و التلوث، و تبقي متينة علي مر الاجيال.
__________________________

Notes:
This article is from the Eritrean Youth Organization’s newspaper. It’s the Eritrean National Union of Youth and Students. On my weekly column on the Youth’ newspaper I wrote critics, and recommended using this educational system. It’s about fundamental educational reforms, fundamental languages, culture and art education.
How to talk? How to write? How to story telling? How to grow imagination and imaginary writing projects?
Jean Paul Sartre. Johann Wolfgang von Goethe. Albert Camus. Oscar Wilde. Mustafa Lutfi Al-Manfalouti. – The Picture of Dorian Gray. Novelist. Poet. Dramatist. Humanist. Philosopher.

Saturday, March 18, 2006

كرن الطفولة و العصافير و الندي

حينما كانت الأيام طيبة.. و كنا ممتلئين بالعصافير و الندي.. و الاطفال القادمين من متاهات السنين.. الي فجر يقين
أحيينا أول عيد للشهيد في كرن الطيبة عام 1992م.

و قد أقيم ذلك الاحتفال في موسم الفرح الممزوج بالحزن في كرن لاحياء ما تمثله كرن الرمز في كيان الثورة الارترية و لاعطاء المدينة الساحرة ما تستحقه من ذلك الأريج و النقاء الثوري.

و كانت كرن "مسعودة" بتلك الطفولة والعفاف و هي تمد يدها الرقيقة بوردة بيضاء من شجيرة الورد الايطالية الفواحة.

و حتي الآن، ما تزال تلك الوردة البيضاء ترقد بين صفحات كتاب.
___________

هامش
كرن - عاصمة اقليم سنحيت الارتري و بؤرة ثورية كانت أيام النضال حيث لعبت عمقاً إستراتيجياً مع بارنتو و أغوردات نحو السودان.

Sunday, March 12, 2006

خـلــــق


هلا جمعت للسري عطرنا
بجوف الماء سيدتي
يذيبك قطرة
و يطلقني أنا
... أسقنيه
هذا العشق يطلع
طفلا بعمر السدم
يطلع تمرا
و يطلع "جدولا
يرمي ثمار الرجاء الدفين
برحم السنين
و بعث الملأ

مجلة - أفكار- الأردنية العدد 53 آب 1981م
”Afkar” a Jordan magazine for art and culture.
تقرأ "السري" بضم السين و فتح الراء

Thursday, March 02, 2006

في حضرة الطلق الثالث


غريب هواك
و في احضانه تنهض "الخرطوم
طفلة
يداعبها النسيم الرقيق
فتخطف من خديه قبلة
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
يغني لك "الازرق
منذ ميلاد السنين العذاري
و كان يحت الصخر
و يدمي
و كان عظيما هواك
و كان نشيج العشاق السكاري
يسيل الطمي بجانبيك
و يدمي
أيكون ابتعاث هواك
نارا و ظلما؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أحط عليك ازار التصوف
و فيك اتحدت
فيك عليك اتحدت
فكيف الخروج منك
و من طوق الحديد المحمي؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أهذا هواك تقيأته السنون؟
أكلته" البراغيث"؟
تداعي عند جدار السجن الرهيب؟
أم "الابيض" ثار علي أخيه
فلفظته سما؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أيكون اللقاء حراما
و فيك اللقاء
و السحب الباكيات
و "شندي" الحديد
و النار "المتمه
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أحط عليك غريبا
و أروح عنك غريبا
و أجئ اليك حبيبا
فاردا شلو القصيدة
فأين البنون؟
و أين أين الحرائر؟
و أين "عازة
ترمي للغريب البشائر؟
أين الغناء الرفيع
و فيك اتحدت
فيك عليك اتحدت؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لابد ان "الازرق" حمل الحديث اليك
فهو عاشق
و ابتدار الحوار في عينيه
جد حارق
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ينادي الفضاء الفسيح
بطهر الوشائج
و كان هواك ينادي
ينادي
ينادي
فما هب ناد
الا ليؤذي هواك
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
هوي يضيع كثيرا
و يبقي هواك
ينادي علي الطريق
الحريق
الدوي الرهيب
و يبقي هواك
يجافي مجافي
عميق الجراح
و يبقي هواك
تبيع الحبيبة
شرع الحبيب
و يبقي هواك
.......
........
........
أخاف عليك
بعمق الطريق
تضيع خطاك


الوطن الكويتية 1980م

Social Bookmarks