Sunday, June 11, 2006

كلام الثورة العاقلة

...
و تنطلق الثورة بالمستقبل من تراكمات الإنحطاط في الماضي و الحاضر. لهذا تظل ثورة لا تنطفئ جذوتها، بل تظل متقدة، تقود الأجيال و تخرج بها من عهود الإضطهاد و التيه، الي مستقبل ناصع، يتحدد فيه التواصل المتبادل بين هذه الأجيال و الثورة

لهذا فان الثورة في شمول مفهومها السياسي و الإجتماعي تظل المصدر الوحيد للتقدم. من هنا فان مفهوم (الثورة المضادة) هو مفهوم رجعي ارتدادي لا معني له سوي السفسطة الكلامية، طالما قلنا ان الثورة هي المصدر الوحيد للتقدم، بمفاهيمها السياسية و الإجتماعية، و لا تحمل طابع الضد في ذاتها او الارتداد. و ليس يالضرورة ان نطلق علي كل من يناهض مشروع الثورة انه ثورة مضادة، و إن خرج المناهضون من هذه الثورة نفسها

بل يمكن قياس ذلك بالنظر الي خط الثورة الأم و حفاظها علي مشروع الثورة و تطويره، و النظر الي أهداف و منهج الخارجين عن هذه الثورة. فإذا ثبت المشروع عند أحد الطرفين، و طابقت نظريته التجربة العملية، قلنا ان مشروع الثورة الاساسي يتقادم، اما المتساقطين فلا يمكن ان نطلق عليهم (ثورة مضادة) بل يمكن ان يكونوا اي شئ مضاد آخر غير ثورة، لأن الثورة لا تضاد مشروعها

و إن ظهر لنا آخرون خارج هذه الثورة و عملوا علي مواجهتها، فان تصنيفهم بـ - ثورة مضادة – يظلم الثورة و يسلبها مفاهيمها السياسية و الإجتماعية. و علي مستوي اللغة فان هذا التصنيف المصطلح لغويا بـ - الثورة المضادة – يتضاد مع ما يحمله من معان نضالية، فالثورة لا تحمل في ذاتها و في بنيتها مشروعا مضادا عندما تتكون. و عندما يظهر مثل هذا المشروع المضاد، فليس بالضرورة ان ننسبه للثورة او نضيفه اليها. و بالتالي فان المعني اللغوي لهذا المصطلح، يخرج عن مفاهيم الثورة، و يقترب من مفاهيم أخري، لا تنتمي للثورة بصلة، لأن الثورة في فهمنا اللغوي السياسي تكون دائما ثورة عاقلة

فجر الثورة – العدد العاشر – السنة الثانية – 25 يونيو 1997م
_________________________________

No comments:

Post a Comment

Please do not abuse comments. I will delete any abuse and ban the abuser. Be nice and do not post irrelevant content. This is not a just me too blog. Thank YOU.

Social Bookmarks